رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكايات بندق مع أقدم آلات وماكينات السينما.. «تقرير»

فيتو

في أشهر وأرقى شوارع وسط المدينة بالإسكندرية وأمام أحد العقارات التراثية بشارع فؤاد يقف "بندق" مرتديا قبعة توحي إليك للوهلة الأولى أنه ساحر وهو بالفعل كذلك لكنه ساحر الصورة السينمائية، فوسط لهفة المارة يدير ماكيناته العتيقة ليعرض الأنتيكات السينمائية التي جمعها منذ سنوات ماضية.


محمد الشهير ببندق رجل خمسيني، يحمل ماكيناته السينمائية التي تعود إلى القرن الماضي، يجوب بها شوارع الإسكندرية ويجذب الأطفال والكبار لمشاهدة قصص وحكايات ممتعة.

مستر "بندق" هكذا يعرفه جمهوره ولد في منطقة كرموز الشعبية، استهواه العمل في السينما منذ أن كان طفلا، ولم يقف طموحه في أن يكون ميكانيكي سينما فقط وهو الشخص المسئول عن تشغيل وتوقف الفيلم للمشاهدين داخل صالة العرض، لكن قرر أن يعرض الأفلام القديمة في شوارع وأحياء الثغر؛ معلنا تمرده على كل الأفلام الحديثة في الأعوام الأخيرة.

يقول محمد بندق، الشهير بمستر بندق لـ«فيتو» أعشق السينما وتاريخها منذ الصغر، وكنت أجمع قصاقيص الشرائط السينمائية وأحضر لمبة وأكسرها وأضع فيها المياه، لكي أشاهد وأتفرج وساعات كنت أضعها في صندوق، وتعلمت ترميم الأفلام وتصليح الماكينات السينمائية وآلات التصوير والعرض، وعندما بلغت الـ١٥ سنة عملت على البيانولا السينمائية، وكنت أجمع أفلام ميكي وألصقها ببعضها البعض.

وأكد بندق، أنه هوى السينما منذ أن كان طفلا، حيث تعلم تصليح آلات العرض، والتعامل مع كل ما يخص صالة العرض من ماكينات وأفلام، وأنه امتلك داخل المعرض آلات تجاوز عمرها 107 أعوام، ويمتلك ألة عرض سينمائية، تكاد تكون بدائية جدا، حيث تعمل يدويا لتحريك أسطوانة الأفلام.

وأشار "بندق" إلى أنواع الماكينات التي يحتفظ بها، ومنها "زايس" وعمرها 105 أعوام، وماكينة "RCL" و"فيكتور"، "ويستر" ذات الفيلم 35 ملم، وغيرها الكثير، وأن لديه الكثير من الزبائن يعشقون مثل هذه الأشياء القديمة للاحتفاظ بها والتي من أهمها بعض صور الفنانين القدامى والأفلام.

وتابع بندق، أنه لا يوجد أي اهتمام بالتراث القديم، وخاصة بمجال السينما، مشيرا إلى أنه تلقى بعض العروض بدبي في الإمارات العربية ولكنه رفض ببيع تراث مصر وتاريخها السينمائي لدول أخرى، مطالبا المسئولين بالحفاظ على التراث المصري وتوفير معارض له لبيع وعرض هذا التاريخ السينمائي، بدلا من سوء المعروض في الأفلام حاليا واستخدام أساليب خاطئة في التعبير.

واستكمل بندق: أشتري هذه الأنتيكات من الأفلام القديمة، دون دعم من المسئولين، وقررت الاعتماد على نفسي في نشر التاريخ السينمائي، مشيرا إلى أن مستوى السينما الآن تحت الصفر، وأن الموجود حاليا ما هو إلا كابوس يفزعك وأنت نائم، في استخدام أساليب خاطئة لعرض الثقافة السينمائية المصرية.
الجريدة الرسمية