رئيس التحرير
عصام كامل

"موج" و"17 شارع فؤاد" فيلمان على قائمة "جوته" في أسبوع الأفلام

فيتو

شهد أسبوع الأفلام الذي أقامه معهد جوته بالقاهرة بالتعاون مع المعهد الفرنسي إقبالا على مشاهدة 15 فيلمًا، من بينها فيلم "موج" الذي يوثق جزءا من تاريخ مدينة السويس و"17 شارع فؤاد"، الذي يروي حياة بائع أحذية بالإسكندرية.


عرض جوته في الأسبوع الفني الذي يمتد بين الأول والحادي عشر من مارس، فيلمين لمخرجين مصريين، وهما فيلم "موج " للمخرج أحمد نور، الذي كان مرشحًا للفوز بجائزة مهرجان دبي، لكنه خسر الجائزة لصالح فيلم "الميدان" الذي كان مرشحا للأوسكار. وعرض فيلم " 17 شارع فؤاد " للمخرج أحمد نبيل.

موج عن مدينة السويس 

خمس موجات تصنع خمس فواصل سينمائية لفيلم "موج"، الذي يتحدث عن مدينة السويس بمصر،.

يرصد الفيلم الوثائقي في ثلاثين دقيقة جزءا من تاريخ المدينة بعين المخرج أحمد نور الذي ولد وترعرع فيها.

يروي الفيلم في خمسة أجزاء تحولات المدينة من خلال مخرجه الذي استخدم في أحد الفواصل الرسوم المتحركة للتحدث عن فترة طفولته في المدينة، ما بدا مزجًا بين الشخصيات الواقعية في الفيلم وطريقة مختلفة في استخدام الرسوم.


يقول نور في حواره مع DW " هذه ليست المرة الأولى التي استخدم فيها رسوما متحركة في فيلم وثائقي، ولم أستخدمها لأنني لا أملك صورًا في صغري، بل أردت أن أبعد الذاتية عن الفيلم". 

يضيف" الجديد في الرسوم المتحركة في فيلم موج هو أنها ليست للسخرية كما في أفلام أخرى استخدمت الرسوم المتحركة فيها".

وبالرغم من أن الفيلم يبدأ بمشاهد من أسرة المخرج وبولادة قريبته"حلا "، التي ينتهي الفيلم بصوتها تتعلم الكلام، إلا أن نور أوضح، أنه كان يحاول ألا يظهر عائلته بشكل حقيقي في الفيلم، كي تعبر قصته عن حياة أي شاب يعيش في مدينة السويس.

ومن خلال علاقة أهل مدينته بشاطئ قناة السويس، يرصد نور تطور سوء حال أهل المدينة، فبعدما كان مسموحًا السباحة في الشاطئ خلال حياة والد بطل الفيلم، إلا أن الأمر وصل مع مرور الوقت إلى حد عدم السماح بالاقتراب من القناة.

وعن الفيلم يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي لقد نافس الفيلم في مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر الماضي وهي إشارة إلى استحقاقه لجائزة، لكن منافسته كانت مختلفة مع فيلم الميدان الذي كان أول فيلم مصري يترشح للأوسكار.

وعلق الشناوي في حديثه معDW أنه أحب كثيرًا استخدام نور لصوته في تسجيل التعليق الصوتي في الفيلم. 

و أكد على أنه كان يعتقد في أول مشاهدة له للفيلم، أنه (المخرج) أستخدم أحد المحترفين بالأداء الصوتي، بسبب تمكن القارئ من توصيل المشاعر في كل جزء من أجزاء الفيلم.

وعن استخدام المخرج للرسوم المتحركة في جزء من الفيلم، يرى الشناوي أنها استخدمت بشكل معبر. 

وأكمل الشناوي قائلًا "إن استخدام الأصوات الطبيعية في الفيلم كمؤثرات صوتية كما صنعها ماركوس أوست أثارت العاطفة بالفيلم وأوصلت شعورًا بالمدينة دون استخدام موسيقى".


مقاومة النوستالجيا بالتوثيق 

فيلم " 17 شارع فؤاد " للمخرج أحمد نبيل، وفي عرضه الأول، يصنع المخرج فيه بورتريه حول بائع الأحذية الأرميني في مدينة الإسكندرية، الذي ما زال يبيع الأحذية بموديلاتها القديمة في متجره المحافظ على طابعه القديم.

في حديث نبيل مع DW قال " أقاوم النوستالجيا والحنين إلى الماضي بتوثيق أشياء جميلة في الحاضر فكل شيء قديم يختفي، أحيانا نتمنى أن نراه مرة أخرى أو نتخيل كيف كان. 

أضاف عنيت بأن أوثق لهذا الرجل الأرميني الذي يتحدث ثلاث لغات إلى جانب العربية، إذ ولد في مصر، والذي ربما يأخذنا حنين لرؤيته ورؤية متجره وزبائنه الذين بدءوا هم أيضًا في التناقص، وهذا هو دور الفيلم الوثائقي".

ويكمل نبيل حديثه "المكان والصورة من الأرض إلى السقف في المحل والصناديق القديمة المكتوب عليها بلغات مختلفة وشخصية نوبار الذي يتحدث اللغات ويصر على العمل بنفسه في المحل مع زبائنه القدامى كل هذا جعلني أشعر باستحقاق التوثيق".

يقول غونتر هاسنكامب مدير قسم البرامج الثقافية في معهد غوته في القاهرة، اخترنا هذين الفيلمين – موج و" 17 شارع فؤاد" – ليكونا عروضا خاصة بالأسبوع، لأننا نعرف مخرجيهما، فقد شاركا في مشروع دوكيمنتري كومباس. ونحاول أن نشجع صانعي الأفلام الشباب من خلال تبادل الاتصالات بين مصر وألمانيا، وكنا فخورين بوصول فيلم "موج" إلى المنافسة في دبي وإقامة العرض الأول لفيلم " 17 شارع فؤاد".

ويضيف هاسنكامب: " أرى أن فيلم (موج) لا يقدم فقط تجربة ذاتية بل توثيقًا لتاريخ مدينة السويس وتوثيقا لجيل ولم يتخذ نمط التوثيق للأحداث الحالية، فقد وثق تاريخ المدينة أيضًا". ويكمل هاسنكامب في حديثه مع DW "رأيت شبابًا يرسمون صورا للفيلات والقصور القديمة التي من الممكن أن يتم هدمها في الإسكندرية، وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التوثيق لتلك الأماكن الجميلة وأرى أن أحمد نبيل مخرج فيلم 17 شارع فؤاد قدم فيلمًا هادئًا، وثق فيه بشكل فني لمكان ربما لا يصبح موجودًا بعد قليل فالتراث يختفي شيئًا فشيئًا".

وعن أسبوع الأفلام يقول، إنه سار في خطين متوازين، إذ أراد معهد غوته أن يحمل للمصريين عروضًا حديثة لأفلام أوربية عرضت حديثًا في مهرجانات مثل "هوم فروم هوم"، الذي عرض في أيلول/ سبتمبر الماضي في البندقية، وفيلم وجدة الذي أصبح شهيرًا في أوربا وأعطى فرصة للأوربيين أن يروا كيف هو الحال في البلاد العربية. والخط الآخر هو الأفلام التي تملك ارتباط ورغبة في المشاهدة من الجانبين المصري والألماني كما في فيلمي "موج" و" 17 شارع فؤاد".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية