رئيس التحرير
عصام كامل

عميد «تعليم صناعي حلوان» يكتب: بناء الإنسان وبناء الأوطان

فيتو

لا شك أن كلا منا يسعى جاهدا كي يبني لأولاده مستقبلا باهرا من وجهة نظره مهما كلفه ذلك من تعب وعناء، فعلى سبيل المثال لا الحصر اختيار أحسن المدارس وأحسن الجامعات لهم سواء كانت حكومية أو خاصة، بالإضافة إلى بناء شقق وفيلات لهم وكأن كل أب دولة لها حدود جغرافية يعيش فيها أولاده فقط، ولم نكلف أنفسنا في ربط هذا البناء ببناء الوطن الأصلي وهذا هو بيت القصيد.


من هنا بدأت فكرة البناء الوهمي للأولاد التي هي في الحقيقة هي فكرة الهدم للأولاد وللوطن، ببساطة لم نعلم أولادنا طريقة العمل في فريق واحد ولا الأخذ بروح الفريق في منوال حياتهم ولا فكرة المسئولية المجتمعية.

لذا نجد جهودًا مبعثرة هنا أو هناك لا ترقى إلى بناء وطن يملك من التحديات الكثير في الداخل والخارج، وكأننا نحرث في الماء رغم كل العناء والمجهود المبذول ونجد معظم دول العالم تتقدم ونحن نتأخر ونبكي على حضارة الأجداد.

نحن يجب علينا أن نعلم أولادنا فكرة المسئولية المجتمعية والعمل بروح الفريق الواحد منذ الصغر، والتخلي عن فكرة خصخصة الأولاد، حيث في بناء وتقدم الأوطان بناء للأجيال القادمة من أولادنا وأحفادنا.

إن الفردية وعدم تدريب الأولاد على العمل الجاد في فريق واحد لا نجني من ورائه أي إنجاز حقيقي للوطن رغم العناء والجهد المبذول، وهذا ما رأيناه في كثير من المواقف وآخرها هزلية روح الفريق القومي في مباراة أوغندا رغم الإمكانيات المرصودة لهم، واحتراف معظم اللاعبين في أندية عالمية كبيرة.

والسؤال المهم لماذا ينجح المصريون أيا كانت مؤهلاتهم في جميع دول العالم وباقتدار ويفشلون في تحقيق أهدافهم في وطنهم... الإجابة لا تحتاج عبقرية... أحد أهم الأسباب لذلك هي الأخذ بمنظومة العمل الجماعي بروح الفريق الواحد الذي يعد سببًا مباشرًا لتقدم حقيقي للوطن وعندئذ يمكنك الحصول على قسط من السعادة والفخر بوجودك داخل جدران هذا الوطن مثل الشعوب المتقدمة.

إذا لم نعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق إنجاز ما في هذا الوطن لن نحيا كرماء ولن نتقدم بين الأمم وعندئذ لا يجدي أي بناء للأولاد أو الأحفاد.
الجريدة الرسمية