رئيس التحرير
عصام كامل

أساتذة التربية يعلنون الحرب على وزير التعليم.. عميد تربية المنصورة: لسنا كبش فداء لمنظومة فاشلة.. تعيين غير المتخصصين ومستوى المناهج سبب التراجع.. الخريجون لا يتم تكليفهم منذ عام ١٩٩٨

وزير التربية والتعليم
وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي

أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي الأخيرة حول أن كليات التربية هي من صنعت مشكلات التعليم في مصر طوال العشر سنوات الماضية، ضجة كبيرة في الأوساط التعليمية.


وأوضح الوزير في تصريحاته، أن كليات التربية هي من صنعت الواقع الحالي السيئ للعديد من المدارس، مما أثار غضب الكثير من عمداء كليات التربية وأعضاء هيئة التدريس بتلك الكليات لما فيها من إساءة لهم، مما جعل البعض يردوا على تلك التصريحات بالحجج والبراهين.

كبش فداء
وأكدت الدكتورة أسماء مصطفى، عميد كلية التربية بجامعة المنصورة، أن هذا الكلام غير صحيح.

وقالت: "يبدو أن الوزير لم يجد غير كليات التربية ليجعلها كبش فداء لفشل منظومة التعليم قبل الجامعى في مصر".

غير المؤهلين
وذكرت أن خريجي كليات التربية لا يتم تكليفهم منذ سنة ١٩٩٨ أي منذ ما يقرب من عشرين عاما، ويتم تعيين غير المتخصصين من خريجي الكليات الأخرى بدلا منهم في جميع المراحل التعليمية، مؤكدة أن كليات التربية ليست هي سبب مشكلات التعليم في مصر، وأنها ليست هي التي تدير منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر، وليست هي التي عينت مدرسين غير متخصصين وغير مؤهلين في المدارس.

الدروس الخصوصية
وأشارت أسماء مصطفى إلى أن كليات التربية ليست هي المسئولة عن تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية في مصر، ولا عن كثافة الفصول في المدارس الحكومية، التي قد تصل إلى ١٢٠ تلميذا في الفصل الواحد، وليست هي المسئولة عن عزوف الطلاب عن الذهاب إلى المدارس.

المعونات الأجنبية
وأضافت أن كليات التربية ليست هي التي تنفق ملايين الدولارات من المعونات الأجنبية وتهدرها على تدريبات عشوائية غير مخطط لها يتم تقديمها من جهات وهيئات مختلفة ومتعددة لا تقوم بالتنسيق مع بعضها البعض ولا تحدد المشكلات والاحتياجات الحقيقية للمعلمين، ولا يتم الاستفادة من مردودها.

وضع المناهج
وأكدت أن كليات التربية ليست هي المسئولة عن وضع المناهج والكتب المدرسية المملة، التي تركز على الحشو والتلقين وليست مسئولة عن فشل منظومة التقويم، وليست هي التي أوجدت مئات الأنظمة التعليمية غير المتكافئة من مدارس حكومية وتجريبية ولغات ودولية خاصة مما أدى إلى الإخلال بمبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص التي قامت من أجلها ثورة ٢٣ يوليو.

كليات قمة
وأوضحت أن كليات التربية هي كليات قمة في أوروبا وأمريكا وجميع دول العالم المتقدم.

ومن جانبه، رد الدكتور محمد أمين المفتي، عميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقا، ومقرر اللجنة العلمية (١٥ ب) لقطاع المناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم بالمجلس الأعلى للجامعات، على حديث الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم قائلًا: "عندما يوجه إليك اتهام فمن حقك ومن العدل أن يكون لك حق الرد، الاتهام لم يوجه إلى فرد إنما وجه إلى كيانات شرعية ومؤسسة بقرارات جمهورية هذه الكيانات هي كليات التربية، ومن حقي باعتباري أحد أقدم العمداء لأقدم كلية للتربية ليس في مصر وإنما في الشرق الأوسط أن يكون لى الحق في الرد على ما نشر".

العيب في مستوى التعليم
وتابع عميد كلية التربية بجامعة عين شمس قائلًا: "هناك حقائق قد تكون غائبة عن الوزير أضعها أمامه لعل الصورة تكون أكثر وضوحا لديه، أن الطلاب الذين يلتحقون بكليات التربية هم من تخرجوا من مدارس وزارة التربية والتعليم وهم أحد مدخلات هذه الكليات فإذا كانت هابطة في مستواها العلمي أو الأدبي فالعيب في مستوى التعليم الذي تقدمه مدارس وزارة التربية والتعليم".

غير متخصصين
وأضاف قائلًا: "نسبة كبيرة من المعلمين في مدارس الوزارة من غير خريجي كليات التربية، هم من خريجي كليات أخرى وبعضهم درس لمدة سنة دراسية مواد تربوية فإذا كان هناك أي قصور أو ضعف في مستواهم التخصصي، فهذا يرد إلى الكليات التي درسوا فيها هذه التخصصات ولا يرد إلى كليات التربية.

٢٩ كلية تربية
ويوجد ٢٩ كلية تربية بالجامعات المصرية أربع كليات منها تعد الطلاب المعلمين في الجانب التخصصي والتربوي، أما بقية الكليات ٢٥ كلية تعد طلابها في الجانب التربوي فقط، أما الجانب التخصصي فتتولى إعداد الطلاب في كليات العلوم وكليات الآداب، وبالتالي إذا كان هناك أي قصور في المستوى التخصصي فلا يرد إلى كليات التربية، إنما إلى الكليات التي أعدت هؤلاء الطلاب في الجانب التخصصي".
الجريدة الرسمية