الكنيسة برضه فيها كتاب دين
في الوقت الذي تتجه فيه بعض الدول العربية لفتح معابد للديانات غير السماوية تغلق بلدنا العزيزة مصر الكنائس في المنيا بقوة القانون، فخلال الشهر الجاري أغلقت أكثر من كنيسة غير التي أغلقت من قبل..
ولكن المدهش في الموضوع عندما نجد أن السلفيين هم من يحددون متى تفتح الكنيسة وما الشكل المطلوب حتى يوافقوا على فتح الكنيسة، وإن لم يوافق الأقباط لن تفتح الكنيسة، فدعونا نقلب الآية ونرى ماذا ستكون التجربة لو صارت مقلوبة.
«ولد مسلم» ولد في بلد مسيحي مائة بالمائة بنفس صفات تدين مصر، استيقظ من نومه مبكرًا على صوت جرس الكنيسة التي بجانب بيته الذي صوته يكون عاليًا للغاية نظرًا لأنهم في دولة مسيحية فاستيقظ وقرر أن يبدأ يومه على صوت محطات الراديو ليرى أن المحطات كلها تذيع في الصباح بعض الترانيم للمرنم ماهر فايز غير تلك المحطة المتخصصة فقط في إذاعة الإنجيل المقدس.
فنزل من بيته للذهاب إلى المدرسة ليجد في الإذاعة المدرسية يقول الطالب المسئول عن قول جزء من الإنجيل يقول آية: "لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا"، غير بعض الآيات المعلقة على جدران الفصول في المدرسة.
وبعد اليوم الدراسي عندما عاد لمنزله وهو يتناول غداءه ويقلب قنوات التلفاز وجد وعظة للمتنيح مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، غير أن في كل ميعاد صلاة من الصلوات المسيحية السبع التي تصلى يوميًا يجد التلفاز يبث مقدمة كل ساعة.
وبعد كل ذلك قرر أن ينزل للمسجد ليصلي فوجد أن المسجد مغلق لأنه غير قانوني أو "يثير" مشاعر بعض الأقباط المتشددين، هل تخيلت كيف الحال صعبًا؟؟
لك أن تتخيل إن هذا لم أره قط في روسيا المسيحية كما يلقبها البعض، بل وجدت كل سماحة وكل محبة، والمساجد مفتوحة أمام الكل كما الكنائس وكما المعابد للديانات الأخرى، غير أنهم يراعون كل المعتقدات الأخرى.. ولكن في بلادنا الوضع مختلف، بعد كل تلك المأساة التي سردناها من وحي الخيال، تغلق أيضًا الكنائس أمام المسيحيين لأن المتشددين يرون أن الصليب والمنارة والكنيسة كلها تثير حفيظتهم ومشاعرهم.
يرون أن ذلك كفرٌ وليس من حق المسيحي كحقه في الصلاة وأن تكون له دار عبادة يقيم فيها شعائره الدينية التي يحب أن يتقرب بها لله.
متناسين قوله تعالى في القرآن الكريم: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) صدق الله العظيم.
ولكن ما لا أدريه حاليًا كيف تثير الكنيسة مشاعر البعض وهم في الليلة الماضية صلوا في الشارع ولم يقل أحد شيئًا والصور رغم أنها مفرحة بأن لم يعترض أحد على صلوات الناس في الشارع، فإنها كانت مبكية؛ لأن توجد لهم كنيسة كان من الممكن أن يصلوا بها، ولكن مغلقة بقرار أمني.
لو الكنائس غير قانونية، يصبح الوضع المفترض أخذه هو أن يوضع قانون يسهل بناء كنائس قانونية يصلى فيها، ولكن لماذا لا أحد يتكلم عندما يبني أحد عقارا مكونا من 15 طابقا ونصفه بأنه مخالف، ولكن لا أحد يقترب منها لأن فوق السطح وضع مئذنة وفي الطابق الأرضي كون زاوية تقام فيها الصلاة؟!
هل هذا من منطلق "الشنطة فيها كتاب دين"؟ وهل الكنيسة ليست فيها دين؟! ألم يقل سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما ذهب إلى قداس العيد إنه في بيت من بيوت الله؟!
هل سنجد يومًا إجابة عن: لماذا يسير الدين في اتجاه واحد في مصر أم سيظل الوضع كما هو عليه ولكن المتضرر عليه اللجوء إلى الله؟!!
twitter.com/PaulaWagih