الوزيرة والـ«بلالام» وشورت الأمير!
مهنة المتاعب والسبق الصحفي كانت وراء إصرار رئيس التحرير في فيلم "سر طاقية الإخفاء" على لقاء ملك الشيكولاته بأي ثمن، حتى تم اللقاء بطريقة غير مشروعة دون المرور بالقواعد المتبعة، وفي وقت يمارس فيه الملك رياضته المفضلة وقت راحته! المقابلة الصحفية في الفيلم تمت بشكل هزلي وهكذا كان الفيلم كله بقصته وتأليفه..
واليوم يذكرنا بالفيلم بعض العقول.. ففي وقت نسابق فيه الزمن للقفز ببلادنا إلى منطقة اقتصادية أخرى -أفضل بطبيعة الحال.. لا تدخر وزيرة الاستثمار الدكتورة سحر نصر جهدا للحصول على كل مليم ممكن ليتحول إلى مشاريع تفتح باب العمل واسعا لأيد تتطلع للعمل ولتنتج داخل مصر ما يغلق أي باب للاستيراد من الخارج وتدور ماكينات عديدة بالمال والإنتاج والخير..
لم تذهب الوزيرة للبحث عن فرصة عمل.. ولا لاستثمار خاص مشترك مع الأمير الوليد.. ولا لاحتفال غير رسمي تقدم فيه التهاني والتبريكات، وإنما ذهبت للعمل ومعها وفد كبير ومع مضيفها أيضا وفد كبير ورجال علاقات عامة ووفد صحفي ومصورون وخدم وحشم!
ربما أراد الأمير أن يكون بسيطا على طريقته كما يستقبل مسئولين في أوروبا وأمريكا.. وربما أراد إظهار الأمر أبسط مما هو عليه.. أو ربما أراد أن يستعير حالة ملك الشيكولاته.. أو أراد أن يقول إنه في مصر على إريحيته وببساطته كأنه في بيته.. وقد تكون كل حساباته في استقبال الوزيرة خاطئة.. لكن في كل الأحوال لا ذنب للوزيرة في ذلك.. فلا يجوز لها التفتيش على هيئة الأمير قبل مقابلته، ولا أن ترسل من يستطلع لها الأمر قبل الزيارة، ولا يصح أن ترفض لقاءه لحين تغيير ملابسه.. التي هي زي رياضي خاص به!
ويبقي في خلاصة الأمر أن لدينا وزيرة تعمل.. وأنها تعمل حتى في ظل متاعب وحسابات خاطئة ممن تتعامل معهم.. وأنها تفعل المستحيل من أجل نجاحها في مهمتها.. وأن عملها أثمر ما يقرب من مليار دولار استثمارات جديدة لم يكن يصح عقلا ولا منطقا أن تلغيها بعد الحملة التي تعرضت لها!
كثيرون في بلادنا لا يرحمون ولا يريدون رحمة الله.. فلا هم مع الوضع الاقتصادي ولا مع التغلب عليه وتغييره.. أما قصة حرصهم على كرامة مصر وحكومتها فهم آخر من يتكلم عن ذلك.. فلم يجلب لنا الكلام وإشارات وهمز وغمز الصغار وحثالة البشر حول العالم إلا هم.. بما يفعلونه وبما يقولونه يوميا كذبا وإفكا عن مصر وقيادتها!
تأدبوا..أو اخرسوا!