«لوتس» ووزراء التوجيهية في مصر!
وعدنا أمس أن نستكمل الرد على الدكتورة لوتس عبد الكريم.. وبصراحة شديدة وقد اتهمنا عدد كبير من الأصدقاء بعد مقال الأمس بالأدب الزائد وأن كل دعاوى تبييض الفترة الملكية يجب أن تواجه بمنتهى الحزم وأنه لا توجد دوله تاريخها مستباح هكذا وأنه في بلاد أخرى وديمقراطية جدا يحاكمون من يفعل مثل ذلك وخصوصا عندنا يمثل طعنا للنظام الجمهوري الذي أسسه أبناء الجيش المصري العظيم من عام 1953!
على كل حال نستكمل الرد موضوعيا دون التطرق لشخص "لوتس عبد الكريم": على الأقل أن ما تقوله يردده البسطاء والصبية على الفيس وخارجه..
قالت لوتس إن جمال عبد الناصر اختار وزراء يحملون التوجيهية -الثانوية القديمة يعني وما زالت تستخدم المصطلح- وكلفهم بالمسئولية! وللأمانة هو كلام يثير الشفقة مع الضحك أيضا! وهو نفس كلام الإخوان ضد عبد الناصر بأكذوبة "أهل الثقة" ممن فضلهم عبد الناصر عن "أهل الخبرة" وككل أكاذيب الإخوان فقد راجت حتى صدقها البلهاء.. ولهؤلاء ولمن صدقوا ذلك نقول إن وزراء عبد الناصر منهم من يحملون لقب "أبو" لأنهم كانوا روادًا في مجالاتهم.. فالدكتور عبد القادر حاتم مثلا يلقب بأبو الإعلام المصري وهو من اختاره عبدالناصر لصياغة الإعلام المصري بشكله الحديث وهو من أسس التليفزيون المصري !
كما أن الدكتور ثروت عكاشة يلقب بأبو الثقافة المصرية نظرا لدوره في إحداث نقلة كبيرة ببنية الثقافة المصرية وتأثيرها ودوره في استخدام القوى الناعمة المصرية ! كما أن الدكتور عزيز صدقي يلقب بأبو الصناعة المصرية نظرا لدوره في التصنيع الثقيل وإشرافه بشكل مباشر على أكثر من ألف مصنع تنتج سلعا مهمة وثقيلة!
أما الدكتور النبوي المهندس فقد وصفته الكاتبة ليلى شلبي بما هو أكثر حيث قالت "النبوي المهندس وزير صحة مصر إلى الأبد"! وسخرت من الأسماء التي نراها االيوم تجلس مكانه وقد أسس الرجل بنفسه 2500 وحدة صحية في ريف مصر وأسس معهد القلب ومشروع التأمين الصحى وأنشأ معهد السمع والكلام وأطلق مشروع تنظيم الأسرة وجعل هيئة الإسعاف هيئه مستقله وأسس القومسيون الطبى وبدأ حملات تطعيم شلل الأطفال ثم أشرف على مشروع تصنيع الدواء في مصر وهيئة الرقابة على الأدوية!
أما الدكتور حسن عباس زكي وزير الاقتصاد فتكفي خبراته أن جعلته يؤسس للاقتصاد الإماراتي وأما أسماء مثل الدكاتره محمد صلاح الدين ومحمود فوزي في الخارجية والدكاترة عبد المنعم القيسوني في الاقتصاد ومحمد حلمي مراد في التعليم ورمزي إستينو في التموين وعلي الجريتلي في المالية وصدقي سليمان في السد العالي وحكمت أبو زيد وضياء الدين داوود في الشئون الاجتماعية فكلها أسماء "تخض" لتاريخها وأثرها ويحتاج الموضوع لكتاب لتعرف لوتس وغيرها حقيقه وزراء التوجيهية وليتوقفوا عن الكلام بغير وعي.. وبغير علم.. وفي موضوعات لا يعرفون عنها شيئا رغم أنهم عاصروها وعاشوها ولا نعرف أين كانوا ولا أين ذهبت ذاكراتهم!
