«لوتس» وأكاذيب العصر الملكي!
لا تغضبنا حجم الأكاذيب التي تروج عن عمد عن العصر الملكي ولا الصفحات الفيسبوكية التي يديرها الإخوان ويروجون لها عن العصر نفسه تربصا بالجيش المصري وثورة أبنائه عام 1952 وانتقاما منها لإطاحة أحلامهم في حكم مصر.. إنما يزعجنا جدا أن يردد الكلام ذاته من نعتقد أنهم مثقفون ممن لا يرددون كلام العامة والبسطاء وأن رددوه ناقشوه بعقولهم قبل أن ينطقونه!
الدكتورة لوتس عبد الكريم.. أديبة ارتبط اسمها بالكتابة عن الأدباء والمفكرين خصوصا الدكتور مصطفى محمود.. فجأة وبعد غياب طويل تطل من خلال حوار مع "فيتو" قالت فيه أكاذيب لا حصر لها ولا نعرف من أي مصدر جاءت بمعلوماتها.. قالت إن الجنيه المصري كان أقوى من الإسترليني لكنها لا تقول طبعا إن السبب في ذلك قيمة الذهب المقدر به كل منها وليس لسطوة الجنيه المصري عالميا!! ولا لمستوى التصدير للخارج !!! ولن تقول إن القيمة نفسها بقيت على حالها حتى عام 1962 حتى تم تبديل ربط الجنيه المصري بالدولار بدلا من الإسترليني بعد تراجع بريطانيا وهيمنة الدولار على الاقتصاد الدولي.. فماذا جرى؟ هل انهار الجنيه المصري؟
بالطبع الدكتور لوتس لن تقول للناس إن الدولار كان منذ عام 1940 حتى عام 1949 يعادل 25 جنيها مصريا أي إن الجنيه المصري يساوي 4 دولارات ثم تبدل الأمر في عام 1950 وقبل قيام ثورة يوليو ليصبح الدولار يعادل 36 قرشا أي إن الجنيه يعادل تقريبا دولارين ونصف الدولار لكن لا الدكتورة لوتس أو غيرها سيقول لك إن السعر ظل هكذا 17 سنة كاملة أي بقي بنفس السعر رغم الصعود الكبير لأمريكا كقوة عظمى تحكم اقتصاد العالم بعملتها بمفردها دون منافسة من أي عملة أخرى حتى عام 1967! ورغم ذلك لم يزد الدولار إلا 4 قروش ليصل عند وفاة جمال عبد الناصر إلى 40 أي إن الجنيه بدولارين ونصف الدولار بالتمام والكمال وظل هكذا حتى عام 1978!
واصل الدولار صعوده ليصل عام 1990 إلى جنيه ونصف ثم إلى 3 جنيهات بعدها بعام واحد ولتبدأ رحلة أخرى لم تكن في مصلحة عملتنا الوطنية..
لكن الدكتورة لوتس تنطلق لتفخر أن مصر كانت تستقبل آخر الصيحات العالمية في الموضة والأزياء ولم تقل لنا من كان يرتديها وأي شرائح المجتمع المصري التي كانت تهتم بها في وقت كان مشروع مصري القومي هو "محاربة الحفاء"! أي جهد حكومي وشعبي واسع وعلى مستوى القطر المصري لكي تنتهي ظاهرة الحفاة من مصر ويرتدي الناس الأحذية!
وطبعا الدكتورة لوتس لن ترى هؤلاء.. لأنهم في نظرها أوباش أجلاف.. رغم أنهم أصحاب البلد الأصليين.. وهم من حفروا وبنوا كل ما تتباهى به أسرة محمد علي ودفنوا فيها.. لكن الدكتورة لوتس تتباهى بزي الأميرات والأجنبيات والهوانم!!
الحمد لله على نعمة "المصرية" التي جعلتنا نعشق مصر وأبنائها الحقيقيين حتى لو كانوا حفاة.. يكفي أنهم شرفاء طيبون عاشوا وماتوا يأكلون من كدهم وعرق يدهم لم يقبلوا السخرة إلا تحت وطأة السياط والكرابيج والسجن والقتل بشعار "الكثرة التي تغلب الشجاعة" حتى جاء من أنصفهم ورفع الظلم عنهم ورد إليهم حقوقهم وللحديث بقية!.