4 كوارث طبية في المستشفيات والمراكز الخاصة.. وفاة طالب بسبب فصيلة دم خطأ بطنطا التعليمي.. «التخدير الخاطئ» ينهي حياة الراقصة «غزل».. نسيان «مسمار» في فك الكاتب مؤمن المحم
«الموت لن يترك أحدًا».. شعار رفعته المراكز الطبية في مصر من مستشفيات ومراكز خاصة وحضانات أطفال، فلا أحد ينجو من الإهمال الطبي وسط غياب رقابة وزارة الصحة، وضعف عقوبة القانون، التي سمحت للجناة بالهرب من أفعالهم.
وتحولت المستشفيات لمراكز توريد مئات الضحايا من المصريين لعزرائيل شهريا، وترصد «فيتو» في التقرير 4 كوارث ترتكب في المصريين باسم الطب.
تبديل الدم
«تبديل الدم» من أبرز الكوارث الطبية المنتشرة في مستشفيات مصر، وكان آخر ضحاياها طالب جامعي، فبالأمس تمت إحالة 15 مدرسًا وطبيبًا وعضو هيئة تمريض بمستشفى طنطا التعليمي العالمي، المعروف بالفرنساوي، لمجلس التأديب الأعلى بالجامعة، لتسببهم في وفاة طالب جامعي بعدما منحوه كيس دم فصيلة مخالفة لفصيلته.
وتعود أحداث الواقعة إلى أكتوبر الماضي، حينما تلقى إبراهيم سالم، القائم بعمل رئيس جامعة طنطا، بلاغ بوفاة الشاب زكريا أمين، 22 عامًا، ضحية الإهمال الطبي بمستشفى طنطا التعليمي، عقب إعطائه كيس دم من فصيلة خطأ أدى إلى نزيف داخلي ودخوله في غيبوبة تامة بعد أن كان بصحة جيدة، ويعاني فقط من كسور عقب تعرضه لحادث بدراجته النارية، وقرر رئيس الجامعة إحالة الموضوع للتحقيق.
اقرأ: خطأ طبي ينهي حياة «فتى الخير» في الشهر الكريم
تخدير خاطئ
وكانت وفيات عمليات «التخدير الخاطئ» ضمن قائمة الانتهاكات، حيث شهد عام 2016، وفاة 123 حالة في 8 شهور بعد جرعة تخدير زائدة.
واستمر سقوط الضحايا حتى عامنا الجاري، وكان آخرهم وفاة الراقصة «غزل» بأحد المراكز الخاصة بمنطقة حدائق الأهرام نتيجة إجرائها عملية تنظيف للرحم.
ووفقًا لتحقيقات موسعة أجرتها نيابة الهرم برئاسة المستشار حاتم فاضل، المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة الكلية، فإن المجني عليها توفيت نتيجة خطأ في التخدير، أثناء قيامها بإجراء العملية.
قتل بالإهمال
ومن ضمن قائمة الانتهاكات الطبية قضية «قتل الأطفال في الحضانات»، ففي الآونة الأخيرة تزايدت معدلات وفاة الأطفال في الحضانات.
وكان آخرها يوليو من العام الجاري، حين تقدمت مني عبد الله، جدة الطفل ياسين المجني عليه نتيجة الإهمال بمستشفى 6 أكتوبر العام، فور علمها بوفاة رضيع نجلتها، بتحرير محضر بقسم ثان أكتوبر، يفيد وفاة الطفل بعد إهمال الممرضات والأطباء المعالجين للحالة.
ووفقًا لتحقيقات نيابة أكتوبر، فقد ذكرت والدة الطفل: «إنها علمت بالصدفة عند تحليلها جرعة دم من طفلها أن الدم لطفل متوفى».
وأضافت والدة الطفل: «كنت بشوف الممرضات بيلعبوا بالتليفونات داخل الحضانات ويتخانقوا على فيش كهرباء الحضانات علشان يشحنوا تليفوناتهم».
شاهد: الصورة الأولى لمريض واقعة المسمار بمدينة نصر
النسيان
«فوطة _مسمار_ مقص» العديد من الأدوات الطبية التي تم نسيانها داخل أعضاء المرضى، وكشفت عن إهمال بالغ في مراكز الصحة، وكان آخرها ضحاياها الكاتب «مؤمن المحمدي» حينما حرر محضر ضد أطباء مستشفى خاص أغسطس الجاري؛ بسبب تعريض صحته للخطر، عقب إجراء عملية فاشلة في الفك، ونسيانهم مسمارا داخل فكه.
وأكد الكاتب مؤمن في تحقيقات النيابة، أنه توجه للمستشفى لعلاج أسنانه المتآكلة، وإجراء عملية زرع لأسنانه، وجلس مع الطبيب المعالج، الذي أقنعه بخلع جميع أسنانه، وزرع الأسنان من جديد.
وأضاف أنه بالفعل بدأ في تنفيذ مراحل العلاج الذي امتد على 30 شهرا، وكان يدفع 10 آلاف جنيه عن كل شهر، إلا أنه فوجئ عقب انتهاء العملية بألم شديد في فمه وأنفه، وعقب توجهه لطبيب أنف وأذن، اكتشف بعد إجراء الأشعة وجود مسمار نتيجة الجراحة، مما أسفر عن حدوث مضاعفات ونزيف باللثة والأنف.
500 شكوى شهريا
فيما أكد الدكتور خالد سمير، رئيس لجنة التحقيق بنقابة الأطباء السابق، وعضو مجلس النقابة الحالي، إن النقابة تتلقى شهريًا عددًا من البلاغات ضد أخطاء الأطباء تتراوح بين 400 و500 شكوى، ومن ثم يتم حفظها دون اتخاذ أي قرار ضد الطبيب المخطئ.
غرامة مالية
وأضاف «سمير» في تصريحات صحفية، أن عقوبة الإهمال الطبي في القانون ضعيفة جدًا، وتتراوح ما بين الغرامة المالية واللوم والإيقاف المؤقت عن مزاولة المهنة والإيقاف مدى الحياة عن ممارسة المهنة إذا كان الخطأ جسيمًا.