رئيس التحرير
عصام كامل

جهاز حماية اللصوص!


صرخة طويلة عريضة على فيس بوك- وكثيرون لا يجدون إلا فيس بوك للصراخ عليه- من إحدى السيدات المحترمات تروي قصة تعاملها مع إحدى الشركات التي تزعم أنها تقوم بتنظيف البيوت من الحشرات بالرش بمبيدات يقولون إنها فعالة جدا وإنها تبقي البيوت نظيفة بلا حشرات لفترات طويلة!


السيدة المحترمة قالت إن الشركة طلبت منها مبلغ ثلاثة آلاف جنيه نظير تنظيف شقتها وجاء الحساب وفقا لكمية المبيدات المستخدمة التي بلغت ستين لترا -أه والله ستين لترا مرة واحدة- بسعر اللتر الواحد خمسين جنيها- أه والله سعر اللتر الواحد خمسين جنيه- فاضطرت أن تدفع واشترطت الحصول على الفاتورة التي انطلقت بها إلى جهاز حماية المستهلك وهناك اندهشوا جدا من تصرف السيدة التي كانت كل جريمتها أنها رأت إعلانات الشركة في التليفزيون ولديهم رقم هاتف يرسلون منه دعايتهم وأبلغوها أن لديهم أكثر من ثلاثين بلاغا ضد هذه الشركة وأنهم يبحثون عن أصحابها وأبلغوها أيضا أن كل العناوين المعلن عنها وهمية ووعدوها بالتحقيق في شكواها وتحويلها للنيابة!!

انتهت شكوى السيدة المحترمة التي تفتح باب الأسئلة على أقصاه ومنها: كم بلاغ يريدها الجهاز ليقوم بإجراءات فعالة؟ وإن كانت الشركة تقوم بإعلانات في بعض الفضائيات فلماذا لم يتم منع الإعلانات؟ وإن كانت هناك إعلانات فمن المؤكد أن شخص المعلن معروف عند هذه الفضائيات فلماذا لم يتم استدعاؤهم وسؤالهم؟ ولماذا لم يتم الإبلاغ على رقم الهاتف المستخدم في الدعاية والإعلان ومنه ترسل الرسائل للعملاء؟ بل هناك ما هو أسرع وأفضل.. لماذا لا يشرف الجهاز بالتعاون مع الشرطة كمينا في إحدى الشقق لهؤلاء النصابين؟

للأسف جهاز حماية المستهلك أصابته لعنة البيروقراطية حتى صار أداؤه يدعم اللصوص والنصابين والدليل أن في قضية واحدة لم يشفع فيها ثلاثون بلاغا ليتحرك مسئولو الجهاز رغم أننا ننشر الشكوى السابقة كمثال على ما يحدث في قضايا وسلع أخرى!
ارحمونا وارحموا الناس ولا تتركوهم فريسة لجشع لا حدود له!
الجريدة الرسمية