وتسللوا إلى قمة السلطة!
استكمالا لمقال الأمس فقد تم تكليفنا قبل سنوات بالإشراف على صفحة الرأي في جريدة الأحرار اليومية بعد أن تولى رئاستها خلفًا للأستاذ مصطفى بكري الدكتور صلاح قبضايا العائد من الخارج بعد رحلة عمل طويلة في الصحف اللندنية.. كان التكليف بجانب إشرافي على صفحة الناس اليومية وصفحة الدين الأسبوعية والملحق التعليمي الأسبوعي!
كان اللواء صلاح الدين سليم رحمه الله من أهم كتاب الصفحة وكان عروبيا قوميا يتحدث كثيرا بفخر عن جمال عبد الناصر وبما أسهم في التعارف والتقارب السريع وبما فتح الباب ليروي تفاصيل وأسرار يعرفها خصوصا أنه كان مقربا من أحد الكبار جدا في دائرة صنع القرار.. وكان اللواء سليم وهو في رحاب الله الآن من سرب لي المعلومات الكاملة عن قضية من اخطر القضايا التي نشرت في الصحف وتسببت في ضجة كبرى استدعت تغيير الدستور وعدد من القوانين وتداولت الصحف تبعاتها لسنوات وهي فضيحة "وزراء الجنسية الأمريكية" وقد نشرته في جريدة "الأسبوع" وله قصة طويلة مثيرة!
كان الرجل وطنيا جدا وحكي لي كيف أن أجهزة مهمة حذرت الرئيس مبارك من أحد الأشخاص صار صديقا مقربا من نجله جمال وتوقع الجميع بعد النصائح استجابة الرئيس الأسبق لها إلا أن الصديق المقرب من الابن صار وزيرا لوزارة مهمة فنائبا لرئيس الوزراء وهو الآن طبعا ممن يسعون للتصالح في قضايا تمس المال العام!
مرت الأيام وفوجئنا جميعا بعد يناير 2011 بواحد من أقرب المقربين من الرئيس مبارك يروي القصة ذاتها.. الرجل هو اللواء شفيق البنا سكرتير الرئيس مبارك وقد التقيت الرجل وما لديه ولا يرويه أكثر بكثير مما رواه في حلقات عديدة في مختلف البرامج باغلب القنوات المصرية، وهو صادم بكل معنى الكلمة!
السؤال: لماذا سمحوا لمثل هؤلاء بالصعود والوجود في قمة السلطة؟ وكم وزير آخر تم التحذير منه ولم يلتفت أحد للتحذيرات؟
نتائج كل ذلك نتحمله الآن ونحن ندافع عن دولتنا من كل محاولات إسقاطها بعد أن خربوا فيها ما استطاعوا أن يخربوه!!
