الاعتذار واجب يا أبو مازن!
قال لي صديقي في الجامعة -في الجامعة- ابن قرية "يعبد" التابعة لمدينة "جنين" بلد الشهداء الصامدة: إن حركة حماس تأسست بدعم إسرائيلي لسحب شرعية ياسر عرفات الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني وقائد نضاله رحمه الله.
كانت الحركة وقتها مضي على تأسيسها عدة سنوات حيث تأسست أواخر الثمانينيات وكان زميلنا العزيز خارج فلسطين المحتلة وهو ابن الضفة الغربية وليس قطاع غزة لكن فيما يبدو أن سمعة الحركة وسيرتها والأدوار المرسوم لها كانت مكشوفة للجميع حتى لطالب صغير في الجامعة!
ومنذئذ وهذه اللعبة تجيدها إسرائيل ليس فقط لشق الصف الفلسطيني وإنما أيضا لتعطيل أي مسارات تخطوها السلطة الفلسطينية فضلا عن تشويه النضال الفلسطيني ذاته وانتهي الأمر بالفعل إلى دولة بلا سلطات في غزة وأخرى مثلها في الضفة هذا لبلد لم يحصل على استقلاله حتى الآن!
لكن القدر وضع رفاق أبو نضال على قمة السلطة.. وبالتالي يظلون هم ممثلي الشعب الفلسطيني أرادت إسرائيل أو لم ترد.. وأرادت حماس أو لم ترد.. وبالتالي يتحمل الرئيس محمود عباس ورفاقه كل سلوكيات لأي فلسطيني حتى لو لم تستطع السلطة الفلسطينية فرض الهيمنة عليهم أو ضبط سلوكهم أو عقاب المخالف منهم.. حتى لو كانوا مدفوعين من جهات هنا أو هناك لإفساد العلاقات الفلسطينية العربية بعد إفساد العلاقات الفلسطينية الفلسطينية نفسها بل حتى لو كانوا مجانين فاقدي العقل والأهلية يسيرون هائمين على وجوههم في شوارع فلسطين المحتلة!
وبالتالي فكنا ننتظر من الرئيس أبو مازن أن يعتذر لكافة الرؤساء ممن أهينوا على أيدي موتورين في الحرم القدسي الشريف والاعتذار أيضا لشعوبهم.. وحتى لو كان عددهم لا يزيد على عشرين أو ثلاثين شخصا.. لكن المسئولية الأدبية تفرض ذلك على الرئيس أبو مازن الذي هو أول من يعاني من حماس وغيرها من الحركات الشاردة أو المتطرفة وفيهم ممولون من الخارج أو قل جميعهم. وإن كان هناك من يقبلون ذلك على رؤسائهم فنحن لا نقبله على رئيسنا حتى -نكرر- لو كان تم ذلك على أيدي مأجورين مدفوعين لهم مخططهم وحتى لو كانوا لا يزيدون على عشرين أو ثلاثين شخصا!
أبو مازن في موقف صعب.. وحرج.. نعلم ذلك.. لكن ترك الزعيم ياسر عرفات (أبو عمار) العظيم منهاجا وقيما سار عليها في حياته.. ورأيناها في الرئيس محمود عباس بعد خلافته لعرفات ولا ينبغي أن تغيب هذه القيم أبدا.