ليس بـ«البوست» وحده تحرر الأوطان
على قبة الضخرة
نقشوا حلم العروبة
لإمتى يا طاهرة
تفضلي على العهر مغصوبة
هكذا بدأت قصيدتي للقدس، تلك المدينة الساحرة، التي لا تعرف لماذا هي الحب الأول في حياة أي شخص جرب الحب ذات يوم، ففيها كان مولد ملكنا المسيح -له كل المجد- وأيضًا مكان قيامته بين الأموات في اليوم الثالث وصعوده إلى السموات بعد أربعين يومًا.
وفي قلب كل الأنبياء والديانات، لها مهابة خاصة ومكانة خاصة لم تحوذ أي مدينة أو بلدة أخرى عليها كما استحوذت هي، فهي بالفعل فريدة في كل شيء ولا يوجد مثلها.
فموسى -عليه السلام- مات وهو مشتهيًا أن يدخل لها بشعب الله المختار، الشعب الإسرائيلي الحقيقي وليس العدو الحقير المحتل للأرض حاليًا، والذي خلال الأيام القليلة السابقة أظهر حقيقة ربما كنا غافلين عنها، وهو أن احتلالهم ليس للأقصى أو الأراضي الفلسطينية ولكن للعقول والأرواح وللعرب ككل.
فأقصى طموحنا أن نكتب على حسابتنا الشخصية على فيس بوك "لبيك يا أقصى" ونغير صورنا الشخصية، وكأنه بتلك الطريقة ستعود الأراضي يومًا لنا!، وكأهن بالبوستات تعود الأوطان، ولكن لا يهم، أما المشكلة فالمشكلة في أن الجهاد والسعي في سبيل الله، اكتفى به هؤلاء الداعون له بقتل الجنود وحماة الوطن، وكأن هؤلاء هم أعداؤهم وأما الصهاينة فهؤلاء أولاد العم وحقهم محفوظ، ولكن ليس هناك مشكلة في تفكيرهم هذا، فكلاهما كلابًا وكلاهما لا يحسبان على البشرية.
إن لم نقم يومًا لحماية أراضينا، لا تنتظروا أن يرفق بنا أحدًا، فهم لن يصيروا أحن علينا منا، وإن كان الخطأ من البداية خطأ تفريط الفلسطينيين في أراضيهم -كما يزعم البعض- فكثيرون فعلوا مثلهم وضحوا بأراضيهم ولم يتعظوا، ولكن تظل الأمنية في وجدان كل من يحب بلده ويحب دينه ولذلك يحب الناس القدس، وأتمنى أن نفوق ذات يوم ونسترجع أراضينا ومعها القدس.
Twitter.com/PaulaWagih