الوجه الآخر لرحلة «ياسين الزغبي»!
وكما كتبنا عن مؤتمر الشباب الأخير بالإسكندرية أكثر من مقال يحق أيضا أن ننقل شكوى أهل الإسكندرية.. كثيرون ممن التقيناهم أو ممن نعرفهم وتلقينا اتصالاتهم كلها تدور حول محور واحد يتلخص في: محافظتنا لا تلقى الاهتمام الكافي.. همة ونشاط لا حدود لهما في النظافة والتجميل ومتابعة المخالفات وإزالة الإشغالات سببها الأساسي زيارة السيد الرئيس والمؤتمر الشبابي بغير ذلك فالنظافة والتجميل والتشجير لا يهتم بها أحد!
الشكوى السابقة هي عينها التي سمعناها في أسوان ربما بحذافيرها رغم أننا شاهدنا- وشهدنا- بجمال المدينتين عند زيارتهما إلا أن أهلهما يرجعون الأمر إلى الاهتمام الكبير بسبب انعقاد مؤتمر الشباب بهما!
وكما مدحنا الشاب الرائع ياسين الزغبي بمقال الأمس، وأشرنا إلى دلائل رحلته الشاقة لجمع شكاوى سكان الأقليم الذي يعيش به والمكون من عدة محافظات إلا أن الحقيقة تشير إلى أن وجها آخر لما فعله ياسين الزغبي.. هذا الوجه الآخر يؤكد أن تقصيرًا من المسئولين بهذه المحافظات تجاه أبناء محافظاتهم لو لم يكن موجودا هذا التقصير ما لجأوا إلى الشكوى إلى الرئيس مباشرة والذي اهتم بها جميعا ووضع التحقيق فيها ومعالجتها ضمن مقررات المؤتمر..
وهؤلاء ربما اشتكوا سابقا ولم يستمع إليهم أحد.. وربما استمعوا لهم ولكن لم يهتم بشكاواهم ومشكلاتهم أحد.. في كل الأحوال تقصير كبير قد تم يطول الجميع.. و"الجميع" هذه تدخل نواب هذه المحافظات في البرلمان تحت مظلة التقصير!
نواب البرلمان سيأتي يوم حسابهم وعلى الشعب عقابهم وعدم تجديد الثقة لأي مقصر منهم.. أما المحافظون ورؤساء المدن والأحياء ممن اشتكى رعاياهم للسيد الرئيس فيستحقون الحساب ولا ينبغي أن يستمر منهم من انعزل عن الناس وتكبر عليهم ووضع أسوارا عالية بينه وبينهم.. هؤلاء لا يستحقون البقاء في دولة تعمل وتبني.. لا يستحقون الاستمرار لإنجاز مهام كبيرة بدأتها الدولة في كل اتجاه.. هؤلاء عبء على الرئيس وليسوا دعما له.. هؤلاء- وغيرهم- لا مكان لهم في دولة تحارب الإهمال والفساد.. فالانعزال عن الناس وترك مطالبهم خليط من الفساد والإهمال معا.