خروج ملك وسقوط إمبراطورية!
كثيرون يتساءلون في براءة عن سبب وجود ظاهرة عدم الانتماء عند فئات من الشباب ورغبة شرائح منهم في الهجرة إلى خارج البلاد، والبعض يتساءل وفي براءة أيضًا عن سر اختلاف الشعب المصري إبان حرب الاستنزاف وصولا لأكتوبر وبين قدرة المصريين حاليًا على تحمل ما هو أقل!
هؤلاء يتجاهلون جناية الأنظمة السابقة بحق شباب مصر الذي شوهوا تاريخه وشككوا في بطولات آبائه وأجداده بل حولوها إلى هزائم وأثناء ذلك التفتت قوى عميلة تعيد تبييض وجه فترة الاحتلال لتشكك في ثورة يوليو، وبالتالي في ثورة أبناء الجيش المصري العظيم وخروجهم لإنقاذ وطنهم وشعبهم، وكثيرون يفعلون ذلك دون وعي وبدوافع غير واضحة لديهم!
شعب مصر العظيم أنهى في مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 1952، وبعد 3 أيام فقط من الثورة حكم الملكية إلى الأبد وأسس للنظام الجمهوري مصر شرعية الحكم في مصر حتى اليوم!
وفي مثل هذا اليوم وبعد 4 سنوات من خروج الملك وإنهاء الملكية عادت قناة السويس إلى مصر وإلى شعبها إلى بناها بدمائه وحفرها بأظافره ودفن فيها بثمن غالٍ جدًا أكثر من مائة ألف شهيد مصري أخذوهم بالسخرة وعملوا فيها بالكرباج وتحت جحيم الشمس الحارة يأكلون "رغيف خبز" واحدًا في اليوم دون حق الوجع من أي مرض حتى كان دفنهم أسهل!
ومع ذلك لا يخجل البعض من الزعم أن القناة كانت ستعود بعد سنوات! في فقدان شامل لأبسط صفات الكرامة والشرف أو حتى للرغبة في ثأر لهؤلاء الــ 100 ألف مصري الذين دفنوا فيها!
شعبنا قدم تضحيات عظيمة وقف فيها خلف قيادته والتحم معها حتى سقطت على أرض القناة الإمبراطورية البريطانية التي غرب شمسها من هنا كما قال بنفسه أنتوني ناتنج وزير الذي كان وزيرا للخارجية البريطانية وقت الحرب.. فكانت شهادة من مهزوم ينكرها ممن ينتمون للبلد المنتصر الذي أمم القناة وبني السد العالي وانسحب من على أرضه الغزاة المجرمون!! ارفع رأسك فوق يا مصري وافتخر بتاريخك !