دروس السيسي!
ثلاثة دروس أساسية من كلام وحوارات الرئيس السيسي في اليوم الأول من مؤتمر الشباب بمكتبة الإسكندرية.. أنصار الرئيس هم الأولى للاستفادة منها قبل خصومه.. فللمرة الألف يؤكد الرئيس تقديره لمعاناة المصريين مع ارتفاع الأسعار، ومعرفته بأوجاعهم وآلامهم وإدراكه لانخفاض المرتبات بما لا يتناسب مع متطلبات الحياة، ولذلك لم نر الرئيس مرة واحدة يهاجم الرافضين والمتحفظين على رفع الدعم أو ارتفاع الأسعار، ولم نسمعه مرة واحدة يسخر منهم!
الدرس الثاني يشبه الأول.. فلم نر الرئيس مرة واحدة يهاجم الزيادة السكانية والمتسببين فيها، بل دائما يتوقف عند شرح مخاطر الظاهرة وآثارها، لكنه يحيط أي كلام عن ذلك بالأمل في التغلب على الظاهرة والانتصار عليها، وربما كانت جلسات الأمس رسائل إلى هذا الهدف. ولم يتحجج الرئيس كآخرين بالزيادة السكانية ملقيا عليها بأسباب الأزمة الاقتصادية!
الدرس الثالث هو كلام الرئيس عن المسجد الأقصى، وتأكيده أنه يهم كل المسلمين وليس الفلسطينيين وحدهم! ورغم أن هذا هو موقف مصر الثابت إلا أنه يأتي بعد موجات عاتية سار فيها الكثيرون خلف اللجان الإلكترونية التي ربما كان مصدرها الوحدة المتخصصة في ذلك بالموساد الإسرائيلي، تتحدث عن لا مبالاة المصريين بأولي القبلتين وثالث الحرمين، وتم تضفير الحملة بالهجوم على حركة حماس، بما شجع على وقوع الكثيرين في فخها فخلطوا حماس بالفلسطينيين، وخلطوا الاثنين بمقدساتنا الإسلامية والعربية مسري الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام!
كثيرون من أنصار الرئيس السيسي عليهم الانتباه إلى سلوكه هو نفسه مع عدد من القضايا.. وأن يتعلموا منه تقديره للكادحين والفقراء وغير القادرين، وأن يقدروا آلامهم ومعاناتهم، ويكفيهم ما فيهم، وأن يقدروا صرخة الموجوع إذا تألم.. وأن يتعلموا منه عدم التحجج بالأزمات بل السعي لهزيمتها، خصوصا أن دور الحكومات والانظمة هو تخليص المجتمعات من مشاكلها، وليس التحجج بها، كما أن أي الأزمات مهما كانت لا تؤدي إلى تخلي مصر عن ثوابتها !
تعلموا من الرئيس!