رئيس التحرير
عصام كامل

شبح الفقر يطارد المصريين.. عدد الأغنياء يتراجع منذ 2009.. نسبة الفقراء في 2011 وصلت 25.2%.. وعام 2013 يسجل 26.3%.. 2016 الأعلي منذ 16 سنة.. وأستاذ اجتماع: عدم استغلال الإمكانيات السبب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الفقر أبشع صديق للمصري، يقضي على أحلامه ويحطم طموحاته ويدمر صحته، في ظل إحصائيات كارثية ونتائج غير مبشرة، تعطي إنذارا بضرورة الوقوف للحظات للتعرف على بسبب تراجع العجلة للخلف، توضح أن وراء ستار كل قرية أسر لا تستطيع توفير احتياجاتها اليومية، وتؤكد أنه من العبث عدم الاستماع لصرخات تستغيث، بقلوب موجوعة تحتاج لمين يداويها.


رغم أن "العيش" كان أهم مطالب ثورة يناير ويونيو، يدخل كل يوم عدد جديد من المصريين دائرة الفقر المضقع منذ 2011، وإحصائيات الفقر تنحدر بشكل مرعب منذ الثورة، مما يضع الجميع أمام بعض التساؤلات، عن سبب تلك الكارثة، فهل هي الاضطرابات التي شهدتها الدولة في مراحلها الانتقالية بعد ثورتين؟! أم التدهور الاقتصادي والانهيار السياحي؟!

قبل يناير
برسم منحنى لمعدلات الفقر على مدار السنوات الماضية، كانت البداية من إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، التي أكدت ارتفاع نسبة الفقر في مصر، من 21.6%، خلال عام 2008/2009 إلى 25.2%، من إجمالي السكان، خلال عام 2010/2011، وأن قيمة خط الفقر القومي للفرد في السنة بلغت 3076 جنيهًا سنويًّا بما يعادل 256 جنيهًا شهريًّا.

وخلال تلك الفترة سجلت محافظة أسيوط أعلي نسبة سكان تحت خط الفقر القومي بالجمهورية، لتبلغ عام 2010/ 2011 نحو 69.2% مقابل 61% عام 2008/2009.

اقرأ.. الانتحار أقصر الطرق لمواجهة الفقر

2012/2013
إحصائيات 2012/2013 لم تعطِ نتائج مبشرة، فقد جاءت صادمة للجميع، بعدما ارتفعت النسبة إلى 26.3% في عام 2012/2013، وفق بحث الدخل والإنفاق عن ارتفاع معدلات الفقر في مصر الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

وأكد البحث أن نسبة الفقراء وصلت إلى أعلى مستوياتها في محافظتي أسيوط وقنا حيث بلغت 60% في أسيوط و58% في قنا، فيما جاءت محافظة سوهاج في الترتيب الثالث بنسبة 55%، وبلغت في القاهرة نحو 16% وكانت أدنى نسبة من نصيب محافظة البحر الأحمر والتي بلغت 2%.

2014/2015
لم تختلف نسبة الفقر في 2014/2015 كثيرا عن سابقيها، فقد قدرت بـ26.3%، وسجل إقليم الصعيد الأكثر فقرا داخل الدولة، حيث تتراوح نسب الفقر به 50%.

ظلت محافظة أسيوط في صدارة المحافظات الأكثر فقرا على الإطلاق، حيث تعدت نسبة الفقر بداخلها 60% وذلك وفق البحث الذي أخرجه جهاز التعبئة والإحصاء، يليها سوهاج وقنا والمنيا وأسوان، والمحافظات الحضرية هي الأقل في نسبة الفقر نظرا لعدم وجود ريف بداخلها، حيث يقل فيها الفقر عن 17%.

تابع.. قضبان المترو والقطار قبلة المنتحرين للتخلص من الفقر

2015/2016
النكسة الكبرى كانت 2015 /2016، بعدما سجل أعلى نسبة فقر في مصر منذ عام 2000، حيث كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، وأن 57% من سكان ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحري.

وأوضح التقرير أن نسبة الفقراء في مصر وصلت إلى أعلى مستوياتها في محافظتي سوهاج وأسيوط بنسبة بلغت 66%، تليهما محافظة قنا بنسبة 58%، وأن أقل نسبة للفقراء في مصر في محافظة بورسعيد بنسبة 6.7%، تليها محافظة الإسكندرية بنسبة 11.6%، وأن 18% من سكان القاهرة من الفقراء.

المفهوم الحقيقي للفقر
وفي نفس السياق تقول الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن المفهوم الحقيقي للفقر هو عدم استغلال الإمكانيات أو قلة الحيلة، بالفعل تضرب الظروف الاقتصادية القاسية البلاد ولكنها على الجميع.

تابعت إنشاد عز الدين: الفقر ليس وليد اللحظة ولكنه نابع من ظروف اقتصادية قاسية، كما أنه لا يعيب الدولة بقدر عيبه لحامله، الذي فشل في استغلال قدراته وإمكانياته وحاول التخلص من نفسه.
الجريدة الرسمية