دون أن تشعر أنت إخوانجي!
هل صدمتك الجملة؟ لأنك تعلن كراهيتك لهم وخصومتك معهم؟ لأنك تقسم كل حين أنك ضدهم؟ لأنك خرجت في 30 يونيو للتخلص منهم؟ نعم.. لكنك إخواني دون أن تشعر.. هل تريد أن تتأكد أنك تشرب فكر الإخوان وتتناوله وتحفظه وتردده وتروج له دون أن تشعر؟ هل تريد أن أثبت لك ذلك في الحال؟ إذن سنثبت لك..
الدليل الأول.. والرئيسي.. ونحن نحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو.. المجيدة والعظيمة.. ثورة مصر الأم وعيدها القومي.. فالإخوان كما نعرف وتعرف يكرهون جمال عبد الناصر.. وكان الزعيم الوحيد الذي انتهى الإخوان في عهده تماما، ولم يكن ذلك بفعل الأمن وحده كما أشاعوا.. بل بالتنمية الشاملة التي سحبت البساط من تحت أقدامهم حتى إنهم في تنظيمهم المسلح عام 65 كانوا لا يزيدون على 300 إرهابي!! كان هذا أولهم وآخرهم بعد أن كانوا كما يقولون نصف مليون قبل الثورة في بلد عدد سكانه وقتئذ 18 مليون مواطن!
للإخوان الحق إذن في كراهية عبد الناصر والتشنيع عليه والافتراء على عهده.. إنما أنت.. أنت أيها المصري البسيط.. الذي استفدت وآباؤك من الثورة.. لماذا تكرهه؟ وإذا كرهته فلماذا لا تكن لك أسبابك الخاصة؟ لماذا تردد كل أكاذيب الإخوان ؟ نعم ترددها كاملة حتى لو أقسمت على غير ذلك.. ألم تردد خلفهم ابتداء أنها انقلاب وليست ثورة؟ في حركة تغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري وبالتالي الدستور وتلغي الألقاب التي كانت عنوانا للطبقية البغيضة ثم تأخذ ما يفيض عن حاجة الأغنياء وتوزعه على الفقراء وتسميها انقلاب؟! حتى خلافا مع التعريف العلمي للثورات المعتمد في كل معاهد العلوم السياسية وملخصه أن الثورة تغيير المجتمع لمصلحة أغلبية السكان سواء بتغيير الحكام أو بتغيير الدستور أو بكليهما معا!
الثورة أطاحت بالإخوان.. ويريدون تشويهها.. فيقولون ذلك.. لماذا رددت معهم ذلك؟ كيف تهين ثورة بلادك دون كل شعوب العالم التي تمجد أيامها العظيمة؟ أنهم حتى لا يعرفون التخلص من نفاقهم وكذبهم.. فهي ثورة عند الحديث عن محمد نجيب وثورة عند الحديث عن عبد الناصر وعفوا أنت المغفل الوحيد في الأمر وغدا سأكمل إثبات لك ذلك!