عملاء قطر في مصر!
ستجدهم ككل مرة- نعم ككل مرة- وقد تركوا أصل الموضوع وجوهره وذهبوا بعيدا بعيدا يبحثون لأنفسهم عن "مخرج" و"مهرب" من "دعم وطنهم"!! حتى إن الأمر لم يعد عندهم مثل عموم المصريين وهو وجود أسرة حاكمة في بلد عربي شقيق تتحالف مع الشيطان ويتآمر على بلدهم.. يشن حملات على جيش بلادهم ويأوي إرهابيين مطلوبين هنا وفي دول أخرى وساهمت هذه الأسرة الحاكمة في تدمير بلدان عربية شقيقة وحبيبة على قلب كل مصري!! لا.. لم يعد الأمر-فجأة- هكذا.. إذ إن عليهم البحث عن مخرج يعفيهم من التخندق في خندق واحد مع المصريين ورئيسهم.. فيطلقون أسئلة مقرفة من عينة: "اشمعني دلوقتي فتحنا ملف قطر" ! و"لماذا نسير خلف السعودية في كل شيء"! و"بقي في دولة قوية تخاف من قناة لم يعد أحد يتابعها في بلد صغير"! و"هو في دوله تحارب دولة أخرى يعمل لها فيها نصف مليون مواطن"!
هؤلاء يتناسون فجأة سنوات معاناة بلدهم مع قطر ويتناسون فجأة البيان الذي أصدرته مصر قبل أشهر ووقفت دول مجلس التعاون ضدنا ووقفوا إلى جوار قطر وهؤلاء يتناسون فجأة موقف مصر في مؤتمر الرياض وكلمة الرئيس السيسي التي خالفت الهدف من المؤتمر وخالفت توجه السعودية وتصادمت مع موقف ترامب نفسه!
أما الاختلاف المصري مع السعودية عن سوريا ومثيله عن اليمن وثالثهم عن العراق ورابعهم عن ليبيا فله مقال آخر لنذكر-الذكرى تنفع المؤمنين- بأربع أزمات كان لمصر فيها رأيها المستقل الذي أدى- فيما أدى-إلى معركة في الأمم المتحدة بعد صراخ لمندوب السعودية في المنظمة الدولية!
الخلافات الأربعة السابقة ليست من أجل ابتزاز أو مناورات خبيثة بل كانت من أجل دول عربية تعيش أسوأ أيامها ولا تملك دولارا تعطيه لمصر والتي لو تعاملت بانتهازية لتاجرت كغيرها بقضاياهم وأزماتهم وحصلت على الدولارات والريالات والدينارات والدراهم.. ولكن لأن هؤلاء لا يفكرون.. أو يفكرون لكنهم يكذبون ويكذبون حين يقولون نعارض النظام ولا نعارض الوطن.. ولأن أزماتهم النفسية فاقت كل حد.. ولأن بعضهم في غيبوبة تامة.. ومنهم من هم في إغماءة طالت بعض الوقت.. لذا.. وإلى حين.. فهؤلاء عملاء قطر.. ليس فقط لأنهم بعيدون عن شعبهم في معاركه بل لأنهم يدعمون معنويا-بوعي أو بدون- عدو بلدهم ويشوشون على جرائمه!
هؤلاء حسابهم مع شعبهم.. يوم تجيء ساعة الحساب.. وهي قادمة لا محالة!!