رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا وخلط الهبل على الشيطنة !


تليرسون وقع يوم الثلاثاء اتفاقًا مع قطر واجتمع في جدة يوم الأربعاء، مع وزراء خارجية الدول العربية الأربع للوساطة بينهم وبين قطر!

ولا نعرف كيف لمنحاز أن يكون وسيطًا؟  لكن وقبل البحث عن الإجابة نرى وزير الخارجية الأمريكي يرفع من جرعة الغيظ فيدعو الدول الأربع للانضمام إلى اتفاقه مع قطر! ولا نعرف لماذا لم يطلع هذه الدول الأربع على الاتفاق أولا، ثم لا نعرف لماذا لم يدعها إليه قبل توقيعه مع قطر؟! وإن كان الخلاف بين قطر والدول الأربع هو السبب فلماذا يدعوهم إليه ولم يزل الخلاف كما هو؟!


للأسف لا يمكن الزعم أن تليرسون حديث العهد بالسياسة ولا بالعمل الوزاري لتبرير وقوعه في مثل هذه الأخطاء.. فمثل هؤلاء يمثلون دولًا عظمى ولا يمثلون أنفسهم، كما أن خلف كل واحد منهم فرق عمل ومؤسسات تدرس وتبحث ثم تنصح بالقرارات المثلى.. وبالتالي فليس أمامنا إلا القول إن تليرسون ومعه بلده أمريكا يسوقان الهبل على الشيطنة وبات من مصلحتهم التعامل مع مسارين في المنطقة.. الأول مسار الدول الأربع والثاني المسار القطري.. وإلا ما كانت مذكرة التفاهم التي يبدو أنها وقعت على عجل لإنقاذ قطر وليس صحيحًا إنها نتاج مباحثات استمرت لفترة طويلة.. فلا يوجد ما يدعو للتباحث لفترة طويلة للتوصل إلى مذكرة تفاهم فقط.. إذ لو الأمر كذلك فماذا سيستغرق البلدان للتوصل إلى معاهدة كاملة شاملة؟ فضلا عن أنه ليس مقنعا ولا معقولا أن "تقاوح" قطر مع أمريكا في مباحثات لعدة أشهر لا بسبب مذكرة تفاهم أو غيرها!!

الآن حصحص الحق.. وعدنا إلى ما قلناه منذ مقالنا الأول عن الأزمة.. وهو أن لكل المسارات أن تتعرج وتتلوى وتتراجع أو تسير إلى الأمام.. إلا المسار المصري فيها.. فمصر وحدها صاحبة الثأر لأبنائها ممن سقطوا بسبب دعم الإرهاب وتمويله ولن تترك ولا ينبغي أن تترك حقها وحق أولادها أبدا.. والرئيس السيسي أكد أمس ذلك ليس ليدعم المفاوض المصري في الأزمة فحسب وإنما ليطمئن المصريين.. والآن فعلى المصريين الاشتباك في الأزمة.. والتداخل الشعبي فيها.. اتركوا شعبنا يعبر عن غضبه.. ولا ندري كيف لم يتقدم حزب واحد ولا جمعية واحدة ولا نقابة واحدة بطلب التصريح بالتظاهر ضد قطر ومن يحميها حتى دعمًا لسامح شكري وكل المفاوضين المصريين ليعلم العالم أن هؤلاء يمثلون شعبا جريحا قدم الشهيد وراء الآخر في الحرب على الإرهاب! اتركوا الشعب يعبر عن غضبه.. أما الغضب فموجود أصلا وإلى حد الغليان!
الجريدة الرسمية