وقاحة أمريكية !
تليرسون، وزير الخارجية الأمريكي، يقول إن الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة الأمريكية مع قطر أمس لا علاقة له بالأزمة الحالية مع الدول العربية الأربع بل هي وليدة أشهر طويلة من المفاوضات والمباحثات !!
بالطبع كلام الوزير الأمريكي مثير للقرف وغير مقبول ليس لأن اتفاق واشنطن مع الدوحة على محاربة الإرهاب وتمويله نكتة سخيفة جدا فحسب وإنما أيضا لأنه مهين ويدين واشنطن ويجعل وساطتها بين قطر والدول العربية غير مقنعة وغير مجدية أصلا، كما أنه يبرز واحة أمريكا التي اختارت التوقيع على مثل هذا الاتفاق الذي يتناول الإرهاب وتمويله في هذا التوقيت بالذات رغم أن المباحثات بشأنه مستمرة منذ أشهر كما قال تليرسون نفسه!!
السطور السابقة تبرز الدائرة المفرغة التي يدور فيها وزراء الخارجية الأربعة.. حيث قالوا إن "الاتفاق بين قطر والولايات المتحدة غير كاف"! رغم التأكيد الأمريكي والقطري أن الاتفاق لا علاقة له بالأزمة الحالية! وقالوا إن "الدول الأربع طالبت بمطالبها الـــ 13 وتصر عليها"، وإن "المطالب الـــ 13 سبق أن وافقت عليها قطر"!
هذا الكلام مثير للدهشة أيضا.. فطبيعي أن المطالب الــــ 13 سيصر عليها من طالب بها ولا جديد في ذلك، كما أن المطالب الـــ 13 سبق لقطر أن وافقت عليها لكنها أيضا سبق أن خالفتها كلها!! ولا نعرف معنى أو قيمة مثل هذا الكلام!
كان المصريون في كل مكان على موعد مع قرارات جديدة أخرى.. تصعيدية كما توقعوا ومعنا شعوب الدول الأربع الأخرى.. لكننا ومنذ أيام نقول إن هناك تراجعًا في الموقف وفي التصريحات.. ورغم أن البعض اختلف واعترض لكن ما قلناه يتأكد يوما بعد آخر لكننا قلنا أيضًا إن بلدنا وحدها المعنية بالمواجهة مع قطر.. لأننا وحدنا من يدفع بالدم نتائج تمويل الإرهاب والإرهابيين.. ليس معنى ذلك التخارج من التحالف الرباعي ضد قطر إنما هي دعوة لشعبنا للالتفاف حول قيادته في معركة جادة وحقيقية..
تبدو دبلوماسية يقودها سامح شكري.. لكنها في الحقيقة معركة شاملة نتائجها مباشرة على مستقبل مصر وأبنائها.. وكما أن مصر كانت مستقلة في رؤيتها للإرهاب وتعريفه في قمة الرياض ستكون مستقلة في مواجهتها لمن يمول الإرهاب ويرعاه.. ولها وحدها حق الرد وحق الثأر.. في الوقت المناسب والمكان المناسب أيضًا.. طال الوقت أو قصر!