ثقافة «القتال» وعملية إنقاذ جيل كامل !
طبعًا يجب أن يحاسب كل من يحاول الإساءة للجيش العظيم من قريب أو من بعيد.. بالإشارة أو بالتلميح.. بالقصد أو بالسهو.. بالطيبة وحسن النية أو بالتربص.. بالجهل أو بالعلم.. بالكتابة أو بالصوت والصورة.. قلنا ذلك ونكرره وسنظل نكرره.. لكن ثم ماذا ؟ سنحاسب من يفعل ذلك وماذا عن الآخرين ممن عندهم النية نفسها ولكن لم يرتكبوا هذا الفعل المشين؟ نعني: ماذا نفعل مع جيل كامل تربى بالخطأ ؟ حصل على تعليم تراجع كثيرا عن تعليم الآباء والأجداد.. وفي مدارس رفعوا من عليها عنوان "وزارة التربية والتعليم" لتصبح "وزارة التعليم" فقط ؟
ماذا نفعل لجيل كامل لم يشاهد في التليفزيون "جولة الكاميرا" و"نافذة على العالم" و"عالم الحيوان" و"ماما نجوى" ولا "نادي السينما" ولم يشاهد ليالي الحلمية من حلقاتها الأولى، ولا "رحلة أبو العلا البشري" بحثا عن الأخلاق، ولم يضحك في نفي الخرافة مع محمد عوض في "شرارة" أو "برج الحظ" ؟
وكلها برامج مسلسلات لن تسمع فيها لفظا واحدا خارجا على القيم ولا إشارة واحدة غير لائقة؟ ماذا نفعل لجيل نشأ وقد تخلت الدولة عن دورها ليس تربية أبنائها فحسب بل تركت مهمة الإنتاج الفني لتجار اعتبروا الفن سلعة وليس وسيلة لرقي الذوق العام والارتقاء بوجدان الشعوب وتهذيبهم (بالمناسبة تم شن حملة عنيفة على فترة الستينيات لتدخل الدولة في الإنتاج الفني وقالوا ما دخل القطاع العام بالإنتاج والآن يندمون جميعًا)؟
ماذا نفعل مع جيل كبر ووجد اللصوص في كل مكان وأبنائهم يستولون بالسلطة والمال على الوظائف العليا في المجتمع ؟ ماذا نفعل مع جيل طردوا أوائل الجامعات من على أبواب وزارة الخارجية لأنهم غير لائقين اجتماعيًا؟! ماذا نفعل مع جيل تربى على كراهية القتال ضمن الرغبة للترويج للسلام رغم أن العدو نفسه الذي وقع معنا المعاهدات نفسها يربي أطفاله على فك وتركيب واستعمال السلاح؟!
كثيرة هي الأخطاء التي جرت في أربعين عاما وكثيرة هي الواجبات المطلوبة.. ولكن من أين نبدأ وكيف نبدأ؟ يحتاج الأمر إلى حوار مجتمعي واسع لإنقاذ جيل فاتته التربية الوطنية الصحيحة وجيل يتفتح وعيه الآن ويجب إنقاذه بكل الطرق!
ملحوظة: القتال يعني الاسترجال والصمود وإثبات الذات في كل المجالات والقدرة على التضحية في حب الوطن.. والفرق بين القتال والعدوان كبير جدًا، لكن اختلط الأمر بكل أسى عند الكثيرين!