رئيس التحرير
عصام كامل

الكداب "هايروح النار" يا دكتور مرسى


6 أشهر تقل أيامًا أو تزيد، ويصحو المصريون على النتائج الكارثية للكذبة الكبرى "النهضة إرادة شعب"، وكذبة المرشح الرئاسى للإخوان "100 يوم للملفات الخمسة السمان"، وكما حذرتنى أمى زمان: "الكداب هايروح النار".

نحو 6 أشهر ونواجه أزمة "داهسة وعاصرة" للمصريين؛ بسبب التراجع المتوقع لإنتاجنا من القمح بنسبة قد تصل إلى 30%، والزيتون والسكر والأرز بنسبة قد تبلغ نحو 60%، وجميع إنتاجنا من الحاصلات الزراعية بنسبة قد تتراوح بين 40 و50%؛ وهذا بسبب ضربة قاصمة لسلاح وحيد هو نقص السولار.

العواقب الحالية والأداء الارتجالى الذى تعيشه مصر، تنذر بتراجع الناتج الإجمالى المصرى بنسبة قد تصل إلى 25% مقارنة بالدخل القومى فى 2011، عام الثورة، ومن الطبيعى أن تُسند أسباب غرق المركب إلى قائدها، خاصة إذا كان قد ادعى أنه يعرف أسرار البحار، ويجيد رياضة اليخوت واللعب بالسفن، فلم يُظهر، أثناء الرحلة، تفوقا إلا فى البلاغة حين أعلن أن "الحق أبلج، والباطل لجلج".

كنا ونحن صغارا يعيٍر بعضنا البعض بآفة الكذب، وكنا نخرج ألسنتنا أمام أمهاتنا فى اختبار الكذب، وكنا نثق فى أن الكبار يكشفون الكذاب من لسانه، وكان الكذاب منا يتلعثم وهو يفتح فاه، فيرتعد حتى تصطك أسنانه لتتناثر منها بقايا "قنصة" الوزة، أو "كبدة" البطة التى سرقها من حلة الطبخ، فيفوز بقرصة خد ينقع الدم فيه بفعل أصابع الأم الحنون.

كنا ونحن صغارا نعترف سريعا بالكذب، مدفوعين بالبراءة والشفافية التى خُلقنا بها، قبل أن نكبر فنخضع لدروس المواءمات، ولذا أصبح الكذاب فى عصرنا هذا، إعلاميا مفوها، وهو سطحى وجاهل، ووزير يدعى الحنك، وهو أجوف ومنقاد ومرتعش، وداعية على المنبر، وهو إمعة وبوق للتضليل، ثم أصبح الكذاب منا أيضا رئيسًا لحزب يحمل برنامجه الرفاه للمجتمع، وهو أفَّاق متاجر بالنضال.

وأخيرا تحورت قدرات الشخصية المصرية، حتى استطاع عالم بيطرى أن يؤم جماعة من المتسترين بلباس الدين، فيستثمرون خبراتهم فى التخفى يوم الزحف، والتلصص من ثقوب القبور والأقبية، لينقضوا على الغنائم يوم يلوح النصر.

إنها آفة الكذب الكبرى التى لم تعد تنفع معها قرصة الخد، حيث تعرضت الأم لحالة إجهاد، فلم تعد تقدر على رفع يدها لتهش الذباب الذى حجب ملامح وجهها الذى كان جميلا.

كانت الأم عفية، على الرغم من سحب دماء عروقها، وسرقة عناصر الحياة من عظامها، ويوم نجح فرسانها الثوار فى تخليصها من أغلال المغتصبين، لم تكن جلدا على عظم، فقط كان الجسد يعانى الوهن، والوجه يعانى الشحوب، مع احتفاظها بملامح العز والأنفة.

والآن بعد أن بلغ قلب الأم حد الحنجرة، هل يترفق "الإخوان المسلمون" ويصحون من غفلة الإثم التى طمست قلوبهم بعد عقولهم، ويتوبون إلى الله، فتدمع عيونهم، وتخشع قلوبهم، للدعوة إلى انتخابات مبكرة، مع الاعتراف بخطاياهم فى حق مصر؟

أعتقد أن الباب مفتوح للتوبة، ليكونوا جزءا وطنيا من كلٍ قومى، قبل أن تلفظ الأم أنفاسها الأخيرة، الأم التى يحتفظ لها "أعاديها" بصور لخزائن ثرواتها، وأؤكد هنا أن الوكالات الأجنبية التى تعمل فى مجال المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيقية، تحتفظ بخرائط مصورة لكل خيرات مصر، سواء فوق ظاهر أرضها، أو فى باطنها، كنوز تثبت أن محافظة واحدة من نحو 9 محافظات، كفيلة برفع رأس الأم المريضة، لتعود للغناء: أنا إن قدر الإله مماتى، لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى.
barghoty@yahoo.com
الجريدة الرسمية