زينب والمجهول.. بين الفتنة والوقاحة!
ليس مهم الكلام عن تاريخ "البحارنة" وهو مجيد وعريق بالفعل من قبل الإسلام وإلى اليوم.. إلا أن اتساع دائرة الانتساب إلى اللقب من سكان مساحة شاسعة من الأرض ممتدة من جنوب العراق إلى حدود سلطنة عمان، مرورا بالمنطقة الشرقية بالسعودية كلها، وبما يفتح شهية البعض للانتساب إليها خصوصا من مجهولي النسب.. ولن يفتش أحد في كل منطقة وكل مدينة وكل قرية وكل حي للتوصل إلى مجهولين أو منتسبين بالباطل لقبائل كبيرة.. فلو صح الانتساب لكان تأديبهم لها واجبًا، لكن مشكوك فيه طبعا..
لكن "النبش" في التاريخ ليس مفيدًا لأنه ليس في مصلحة زينب ولا ألف زينب غيرها، لكن لأنها لا تستحق جهدا من ذلك النوع.. وليس مهما أيضا ما نسب لاسم مجهول نشر في موقع أكثر "مجهولية" يتطاول على أعرق شعب في العالم، حتى إن الكثيرين تركوا المكتوب ليبحثوا عن زينب هذه وعن هذا الموقع الذي فتح لزينب باب النشر والكتابة فلا عرفنا زينب ولا عرفنا الموقع!
إنما المهم على الإطلاق من زينب ومن أسلوبها السوقي الذي كتبت به ما نسب إلى الاسم المذكور، والذي فيه ولأول مرة نرى احداهن "تتقصع" وهي تكتب، وربما لن يجد من سيبحثون عن لفظ "التقصع" أي معنى في معاجم اللغة العربية لكن سيجدونه كلفظ إدانة عن سلوك بذئ تأتينه بعض النسوة ممن يسكنون بعض المناطق.. لكن نقول الأهم منها ومن موقعها في حادث الكتابة المؤسف الذي ارتكباه أمس (زينب والمجهول) هو ما حذرنا منه من قبل..
فقد صنعت اللجان الإلكترونية من "التقصع" مقالا ومن "المتقصعة" صحفية ومن "المجهول" وجهة للقراء وقد نشروه على أوسع نطاق، وهذه اللجان كما قلنا تمتلك الأدوات التي تمكنها من ذلك ولديها من إمكانيات مادية هائلة، وقلنا في مقال سابق إن أحداث تيران وصنافير وقناديل البحر وغيرها وغيرها أحداث حقيقية، لكن تتلقفها الأيدي الخبيثة الممولة قطريا لتصنع منها وحولها قضايا كبرى، ومشتعلة حتى إن السياحة الصيفية مثلا وبسبب شائعات القناديل قد تكون مهددة بفعل اللجان والكتائب الإلكترونية النشطة للغاية التي تنتحل صفة مصريين وسعوديين بل وسوريين وفلسطينيين وكأنهم يتحاربون ويتشاتمون على صفحات المواقع لإشعال الموقف أكثر وأكثر ويصدق البسطاء المشهد فيندفعون بدوافع الكرامة إلى الفخ المنصوب!
موضوع زينب الذي انتشر أمس كالنار في مخازن للبلاستيك أخطر مما نتصور، إذ ليس الهدف منه نشر مقال لمجهولة في مجهول وإنما الهدف الأساسي منه إشعال حرب أهلية على صفحات التواصل الاجتماعي، وهي على الرغم من أي ملاحظات على السياسات السعودية إلا أن حربا كتلك ليس وقتها على الإطلاق ليس بين المصريين والسعوديين فحسب، إنما مرفوضة بإطلاقها بين الشعوب ـ الشعوب ـ العربية كلها.. خصوصا أنه يأتي في وقت تتحد فيه شعوب المنطقة ضد دولة الشر!
اللجان الإلكترونية هذا عملها ودورها ولكن كثيرون أسهموا بحسن نية في نشر المذكور أعلاه والسؤال: إلى متى ستكون حسن النية طريقا سريعا إلى جهنم؟
استفيقوا يرحمكم الله!