رئيس التحرير
عصام كامل

المعنى الوحيد لاتصال ترامب وفشل المؤتمر الرباعي!


هي المرة الأولى التي تتحول فيها جدية سامح شكري إلى تجهم.. وصرامته إلى انفعال.. وهي المرة الأولى التي ينعقد اجتماع قيل إن قراراته محددة مسبقًا لكل هذه الساعات الطويلة.. وهي المرة الأولى التي ينعقد مؤتمر صحفي للإعلان عن قرارات بعينها فيقول الوزراء للصحفيين إننا سنعلن عن قراراتنا في الوقت المناسب!


النتائج التي يمكن فهمها مما سبق أن خلافًا سيطر على الاجتماع لا نعرف درجته وهل كانت عميقة وحادة أم لا.. ولا نعرف من كان مع من.. ما نعرفه أن خلافا جرى.. وتراجعا في المواقف قد تم.. وعلى مدى أربعة أيام خلت قلنا بشكل شبه حرفي إن منح مهلة الـــ 48 ساعة لم يكن استمهال قطر بل كان لاستكمال المشاورات مع دول غير عربية!

وفي اليوم التالي للمقال كانت اتصالات أمريكية وروسية وألمانية قد جرت فعلا! وقلنا إننا نلمح تراجعا خليجيا في درجة الهجوم على قطر وكان ذلك قبل انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية بيومين!! وبدا ذلك في المؤتمر حتى أن أحد الوزراء قال إنه "كان يتمنى أن تساعد قطر في إسعاد جيرانها"! وكأنها "بابا نويل"! بينما وزير آخر اتهم إيران بدعمها للإرهاب ونسي أن المؤتمر من أجل اتهام قطر بدعمه!

وبالتالي ففكرة أن اتصال ترامب بالرئيس السيسي هو السبب في تراجع مقررات المؤتمر فكرة غير حقيقية.. وغير صحيحة.. وتخالف الواقع تماما.. بل العكس هو الصحيح.. فاتصال ترامب بالسيسي تحديدًا يعني أن مصر وحدها المتشددة في الاجتماع ويضاف ذلك إلى حالة الغضب كما قلنا التي بدت على السيد سامح شكري الذي لفت نظرنا إصراره على الحديث في المؤتمر عن "مصر" وليس عن "الدول الأربع" وربما يكون أكد اسم مصر مرات عديدة بينما تحدث الوزراء الآخرون عن المؤتمر ككل!

ولكن في نهاية الأمر كان على مصر ألا تخالف رأي الأغلبية لكن شكري أكد أن مصر لن تنسى حقها أبدًا ولن تفرط فيه ولن تترك من يعبث بأمنها حتى أنه انفجر غاضبًا مهاجمًا المجتمع الدولي الذي يصمت على من يدعم الإرهاب! والجميع يعلم من هم في المجتمع الدولي الذين يحمون "قطر والإخوان" ولا يريدون تصنيف الأخيرة كجماعة إرهابية ولا تصنيف الأولى بالدولة الراعية لها !

قلنا في المقالات الأربعة أن مصر وحدها بشكل حقيقي وجاد التي تواجه قطر.. وإنها وحدها من تمتلك المبررين "القانوني والأخلاقي" للصدام مع قطر.. وقد أثبتت أحداث الأيام الماضية ذلك.. لكنا قلنا أيضًا إنه لا ينبغي التراجع عن مواجهة قطر.. ولا أن نخسر الأشقاء في الخليج بسبب ذلك.. باختصار: ما جرى أمس في الاجتماع الرباعي هو نفسه ما جرى في قمة الرياض.. مصر وحدها في جانب.. واضحة ومحددة الموقف والتعريفات والاختيارات والعالم كله في جانب آخر بميوعة مطلقة!

أخيرًا.. فالمعركة مستمرة.. لكن نحتاج فقط إلى ضبط بعض الترتيبات مع دول أخرى مؤثرة.. والوعي أنه لا فرق بين ترامب وأوباما.. لا نقصد الفروق الشخصية لأنها كثيرة بالفعل.. إنما نقصد الفروق الموضوعية.. لسبب بسيط جدًا وهو أن من يحكم البيت الأبيض في الخفاء كما هو.. لم يتغير.. لن يتغير!
الجريدة الرسمية