رئيس التحرير
عصام كامل

المواجهة الحقيقية بين مصر وقطر !


نحترم وجهات نظر الدول الأخرى في الأزمة مع قطر ونحترم ملاحظات الإمارات الشقيقة عليها ونقدر معاناة البحرين الشقيقة القديمة مع قطر لكن وبكل صراحة ممكنة تظل مصر وحدها صاحبة المواجهة الحقيقية مع قطر من بين الدول الأربع التي فرضت عقوبات على الدوحة.. لأن جراح وآلام ومعاناة دول أخرى شقيقة مثل سوريا وليبيا والعراق أشد وأصعب مرات ومرات.


فمن بين الدول الأربع مصر وحدها التي تواجه تنظيميا شيطانيا لا تخفي قطر دعمه وتستضيف رموزه في عاصمتها وقنواتها وتمول الموجود منه في تركيا وتوفر له الدعم المالي والمعنوي وأسست له نوافذ إعلامية عديدة كل ما يصدر منها نحو مُصِر يمثل حربًا إعلامية مباشرة وصريحة والصلة بين هذا التنظيم الشيطاني وبين الإرهاب في سيناء وبين التفجيرات في شوارع مصر والعدوان على الكنائس المصرية لا يخفى على أحد!

بالطبع هناك تراجع نسبي في درجة التصريحات الصادرة من الدول الأخرى وبما يدعونا للقول خلاف مصر وحدها مع قطر جذري وباقي الخلافات الأخرى معها ثانوية.. ومصر وحدها التي تمتلك المبرر القانوني والأخلاقي في المواجهة مع قطر وهما مبرران يوفران شرعية المواجهة وبسببهما لجأت مصر للشكوى إلى هيئات دولية! السؤال: ماذا لو تصالحت الدول الأخرى مع قطر دون تحقيق مطالب مصر؟ والإجابة الفورية أنه سيكون من الخطأ أمران.. أن تتراجع مصر عن موقفها إلا بعد تحقيق مطالبها مهما طال الوقت.. ومن الخطأ أيضًا أن يؤدي ذلك إلى توتر مع الدول الخليجية الثلاث حتى لو أعلنت مصر بطريقة أو بأخرى استياءها من ذلك وهذا حقها الطبيعي..

السؤال الأهم: ماذا لو حدث العكس تمامًا وذهبت الأزمة للتصعيد ؟ هل سترسل مصر قواتها إلى الخليج أو للبحرين تحديدا ؟ والإجابة الفورية تنقسم إلى ردين.. الأول أن ذهاب قوات مصرية للخليج لا يعني مصريا -مصريا- حربا مع إيران بل يعني إحداث توازن على الأرض مع القوات التركية والإيرانية في قطر.. وأي توازن على الأرض يبطل مفعول وأهمية وجود القوات المستدعاة إلى الدوحة ويحيدها.. والثاني رفض مصر إرسال أي قوات للخارج والاكتفاء باستمرار المعركة دبلوماسيا وسياسيا وإعلاميا..

السؤال الأهم على الإطلاق هو: هل من مصلحة مصر إرسال قوات للخليج ؟ هل هو تورط في الخارج تسعى له بإصرار أطراف عديدة أم تمدد للدور وللنفوذ المصري افتقدناهما طويلا ؟ الإجابة تحتاج أيضا مقالا منفردا..
الجريدة الرسمية