رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجآت الأزمة مع قطر !


ما توقعناه في مقال الأمس تحقق اليوم.. أمس قلنا إن المهلة التي منحتها الدول العربية الأربع لقطر بطلب كويتي كانت أصلا لمزيد من المشاورات بين الدول الأربع وآخرين شرقا وغربا.. فسامح شكري تلقى اتصالا مطولا من وزير الخارجية الأمريكي قيل إنه حول الأزمة ووزير خارجية الإمارات أنور قرقاش قال: "إن المهلة الممنوحة لقطر إذا انتهت دون رد فلن تحدث بعدها ضجة كبرى بل تصاعد تدريجي في الضغوط الاقتصادية"! بل توقع قرقاش دورا لأمريكا وأوروبا في أي حوار مستقبلي مع قطر!!


الكلام السابق لقرقاش يعني أن التصعيد لن يكون كبيرا ولا حادا لكن المثير أمس ليس ما جاء من الغرب إنما ما جاء من الشرق وقد فجره "أندريه بوكلانوف"، المستشار السياسي في مجلس الاتحاد الروسي، الذي قال حرفيًا: "إن لغة الإنذارات وتهديد الدوحة غير مناسبة" والأدهش قوله "إن الاتهامات الموجهة لقطر بنيت على معلومات ملفقة"! وأمس ليس صدفة أن تعلن روسيا استعدادها للوساطة وهو الطرح القريب من طرح الأمم المتحدة بضرورة "الحوار بين أطراف الأزمة"!

أمس قلنا إنه يتم جذب قطر في الأزمة السورية بعيدًا عن مواقفها القديمة فليس متصورًا أن يكون موقف روسيا وإيران هكذا من قطر، بينما قطر كانت تدعم الإرهابيين في سوريا إلا أن كان ما قلناه صحيحًا وأن الحلف "السعودي التركي القطري" في سوريا قد انتهى !

الآن.. ماذا عن مصر وهو ما يهمنا في الأساس؟ هنا يمكننا الحديث على محورين الأول وهو تكتيكي قصير المدى يختص بالأزمة الحالية مع قطر وفيه أن على مصر أن تستمر في معركتها حول دعم قطر للإخوان إلى أقصى مدى حتى لو تمت تسوية خليجية مع قطر رغم أنه من غير المنتظر أن يتم ذلك وإن تم فلنا حديث آخر! رغم أن قطر اعترفت أمس بدعم الإخوان عندما قالت إنها "لا تدعم الجماعات الإرهابية وفق تعريف الأمم المتحدة"..

وإن الإخوان لم يتم تصنيفهم كجماعة إرهابية !! وهنا تقصد قطر جماعتي داعش وجبهة النصرة التي اعتبرتهما الأمم المتحدة جماعات إرهابية وتركت باقي الفصائل التي تحمل السلاح وعدم اعتبار الإخوان جماعة إرهابية يخص ترامب ووعوده أكثر مما يخص قطر التي استندت إلى عدم اعتبار الإخوان إرهابية حتى اليوم!

والمسار الثاني لمصر في الأزمة هو المسار الاستراتيجي طويل المدى والذي يجيب عن تساؤل مهم عن موقف مصر من الطرح الشيطاني لصراع سني شيعي؟ ورغم ما طرحناه مبكرا جدا عن الموضوع وقلنا إن المنطقة في طريقها لتسوية فلسطينية إسرائيلية شكلية لتكون الأولويه للصراع السني الشيعي إلا أن موقف مصر مختلف تماما من الطرح شكلا وموضوعا ويحتاج بحسابات دقيقة إلى مقال منفرد!
ملحوظة: مقالنا السبت الماضي عن الأزمة مع قطر ختمنا عنوانه بجملة "الموضوع كبير"!!
الجريدة الرسمية