عن صوت الحنان (حنان ماضي)
ضحكنا من قلوبنا.. لما دمعت عيونا ولآخر الكون سافرنا.. وإحنا في نفس المكان، أتذكر أول مرة استمعت فيها لتلك الأغنية بصوت الحبيبة ووالدتي الثانية حنان ماضي، عندما كنت في عمر الرابعة أو الخامسة تقريبًا، وكنت حين ذاك أتلقى جلسات للتخاطب لأنني كنت متأخرًا في النطق.
فالمتخصص الذي كان يجري لي الجلسات يحببني في الحديث والكلام من خلال الأغاني، وكان مغرم بصوت حنان ماضي فكانت الجلسات أغلب الوقت من خلال أغانيها هي، وربما هي السبب في أنني بدأت التحدث ومنذ ذلك اليوم والدي ووالدتي يتمنون ولو أصمت قليلًا.
ربما لا أحد يعلم سر تعلقي بصوت حنان ماضي سوى صديقتي وأقرب شخص لي ولقلبي وروحي بعد والدي ووالدتي وهي ريتا، فحنان ماضي عندما يكون مزاجي سيئًا، استمع إلى أغانيها، عندما أكون سعيدًا، استمع إلى أغانيها، عندما أريد الكتابة والبحث عن أفكار جديدة استمع إلى أغانيها، عندما أكون تحت ضغوط أخذ قرار مهم أو مصيري أفكر وأنا استمع إلى أغانيها، وأيضًا أيام امتحانات الثانوية كنت استمع إلى أغانيها.
ربما كنت أدخل إلى اللجنة لا أتذكر ما ذاكرته ولكني أتذكر أغانيها جيدًا، ولكن هذه ليست مشكلة، المهم أنني أعشق ذلك الصوت الحنون والملائكي، والذي عرفت لماذا كان يحب المتخصص أن يجري الجلسات من خلال أغانيها، لأنها بالفعل كالملائكة في صوتها وأفعالها، لا أحد يستمع لها، إلا ويقع تحت أثرها، فهي بالفعل صاحبة صوت مميز ومختلف.
تشعر فيه بالحنان فعلًا، فمن الطبيعي أن يكون اسمها حنان، وربما أنا من أكثر الناس حظًا في الدنيا تلك الأيام، فمن كنت أتمنى فقط أن أتحدث إليها ولو مرة واحدة فقط، الآن أنا أكتب هذا المقال، وأنا واثق تمام الثقة أنها ستقرأه، وليس ذلك فحسب، بل بعد ثلاثة عشر يوما سألتقي بها واستمع إليها عن قرب من خلال حفلتها في مكتبة الإسكندرية خلال فعاليات مهرجان الصيف.
حنان ماضي- مع حفظ الألقاب- ليست مجرد مطربة، لكنها حالة، تعرف كيف تعبر عن مشاعرك من خلال كل أغانيها كأنها هي من تعيش تجربتك وليس أنت.
Twitter.com/PaulaWagih