رئيس التحرير
عصام كامل

«الحكومة هتجنن الشعب».. خبراء النفس والاجتماع: المصريون نفد رصيدهم من الصبر.. الإرهاب يتحول إلى شماعة.. مخاوف من امتلاء المحاكم بملفات الجرائم.. والقرارات الاقتصادية توقيتاتها خاطئة

فيتو

يبدو أن قطار «مفرمة الغلابة» لا يقف عند محطة، وليس له موعد للوصول، بعد أن تحولت آلام قطاع عريض من المصريين ومعاناتهم إلى معاناة مكتومة لا يشعر بها أحد، وذلك بسبب موجة الغلاء التي ضربت البلاد العام الماضي، ولم تكد تمضي إجازتي عيد الفطر وثورة 30 يونيو، العام الحالي إلا وتحققت مخاوف محدودي الدخل وصدقت نية الحكومة بقرار رفع أسعار الوقود.


بدورهم حلل خبراء علم نفس واجتماع تأثير تلك الزيادات على أحوال المصريين.

أهم المطالب

ويقول "جمال حماد"، أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي: إنه منذ عام 1987 والجميع يعلم بأن الدعم سيرفع عن المواطنين، فكان من أهم المطالب خصخصة القطاع العام، وتدعيم القطاع الخاص بصرف قروض بلا فوائد وتوفير أراضٍ، رفع الدعم عن المواطنين وهو ما بدأ تنفيذه في عام 1991، وكل ذلك يعلمه الخبراء والمتخصصون.

اقرأ..«الحكومة الكذابة»

قرارات النقد الدولي
وأضاف "حماد"، أنه رغم ذلك كان لا بد من أن تراعى قرارات صندوق النقد الدولي الأبعاد الاجتماعية، وعلى الأقل تبتعد موجة الغلاء عن السلع الأساسية، التي تسببت في تأكل الطبقة المتوسطة، مشيرا إلى أن تنفيذ تلك القرارات جاء في توقيت خطأ، وكان ينبغي تأجيلها سنتين أو ثلاث، يتم خلالها إصلاح الأوضاع الاقتصادية ثم بعد ذلك اتخاذ قرار رفع الدعم.

شاهد..مشاجرة بين سائق والركاب بسبب زيادة الأجرة

اليأس
وتابع: "الحالة النفسية التي يعاني منها الشعب المصري دفعته لاختيار أقصر طريق وهو الانتحار؛ فغياب الحوار الاجتماعي مع الخبراء والاقتصاديين وأساتذة الجامعات زاد الأمر سوءا، وأصبح الإرهاب شماعة تعلق عليها تلك القرارات".

تابع..«الخميس» كلمة السر في قرارات الحكومة المؤلمة

لا داعي للرهان
وفي نفس السياق، تقول "إنشاد عز الدين"، أستاذة علم الاجتماع: لا أستطيع التنبؤ بما سيفعله الشعب المصري خلال الفترة المقبلة، ولكن لا داعي للرهان على صبر الشعب المصري أكثر من ذلك، لأنه بالفعل صبره نفد، فالحكمة تقول "إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع"، مشيرة إلى أن الحكومة تستغل إلهاء المصريين في الإجازات لتتخذ قراراتها المثيرة، وتغطي على فشلها.

تابع..«الحكومة لا ترحم»

العنوسة والانتحار
وعن تأثير موجة ارتفاع الأسعار على العنوسة والانتحار، أشارت "إنشاد" إلى أنه لا يوجد علاقة بين الطرفين، لأن الانتحار دليل على ضعف الثقافة الدينية للمصريين، أما بالنسبة للعنوسة فارتفاع الأسعار لا يمنع الزواج أبدا، فالزواج رغبة إنسانية بحتة ومشاعر وأحاسيس يلجأ أي شخص لتلبيتها ولا علاقة لها بارتفاع الأسعار.

تابع..تداعيات ارتفاع أسعار الوقود

المحاكم
وفي تحليل للحالة النفسية للشعب المصري، قال "أحمد الباسوسي"، أستاذ علم النفس: إن الشعب المصري يعاني في الوقت الحالي من إحباط وخيبة أمل وصدمة، وتقوده تلك المشاعر إلى اليأس والانتحار، وزيادة الصراعات الاجتماعية، إلى جانب اكتظاظ المحاكم بالجرائم والخلافات الاجتماعية.

الطبقتين

وتابع "الباسوسي": سيتحول المجتمع إلى طبقتين ما بين "غناء فاحش" و"فقر مجحف"، وستتآكل الطبقة المتوسطة، التي يعتمد عليها المجتمع المصري في كافة مجالاته، من عمال ومهنيين وغيرهما، وهو ما يهدد المجتمع المصري بأكمله.
الجريدة الرسمية