الحكومة القوية!
الحكومة القوية هي من تستطيع فرض سطوتها على الأسواق، وليست من ترفع أسعار أنابيب البوتاجاز بحجة أنها في الأسواق السوداء بهذا السعر.. والحكومة القوية هي من تستطيع ضبط تعريفة سيارات الأجرة وليس أن تتركها تحت هيمنة السائقين، وبعضهم بلطجية يتفننون في تعذيب الناس، ليس برفع الأجرة فقط إنما برفعها أيضا باختراع اسمه تقطيع المسافة، وفي غيبة شبه تامة من أجهزة المرور..
والحكومة القوية هي من تأمر رجالها لتفتيش على عدادات "تاكسي" الأجرة ومحاسبة المخالفين في الحال لا أن تشجعهم على التحكم في الأجرة على حساب المواطن البسيط.. والحكومة القوية هي من تستطيع تشريع القوانين التي تضع تعريفة خاصة لأسعار الكهرباء والمياه في مدن و"كمباودات" الأثرياء ويكفي سنوات طويلة من مشاركة الفقراء في دعمهم!
الحكومة القوية هي من تستطيع فرض الضرائب التصاعدية واعتقال اللصوص بالقوانين الاستثنائية ولا يرون الشارع إلا بعد تسديد ما نهبوه.. والحكومة القوية هي من تستطيع تشريع قوانين بإعدام تجار الأغذية الفاسدة وتجار الحمير وإعدام المتحرشين ومغتصبي الأطفال ولو فعلت لاختفت هذه الجرائم وحمت الشعب منها!
الحكومة القوية ليست من "تعاير" الناس كل حين بحجم أموال الدعم.. لأنها موجودة أصلا من أجل الشعب وخدمته وهذه أموال الشعب ترد إليه وليست منه من الحكومة.. والحكومة القوية تحل مشكلات الناس ولا تتحجج بها.. الحكومات دورها النهوض بشعبها وليس ترديد المشكلات والأزمات على مسامعه كل حين!
منذ البداية وقلنا إن أي إصلاح اقتصادي يجب أن يتحمله كل المقيمين في هذا البلد.. وليس فقراؤه وحدهم.. وبين الأثرياء والفقراء تقف الطبقة الوسطى ليتأمل المنتمون إليها كيف ينفرط عقدها.. بل وبهذا الشكل فستتحول إلى ذكريات ليس أكثر نحكي للأجيال القادمة كيف تم وبعبقرية شديدة تصنيع الطبقة الوسطى في الخمسينيات والستينيات وكيف تم ضرب أول معول لهدمها بقوانين الانفتاح الاقتصادي في منتصف السبعينيات وكيف انتهت اليوم؟!
الحكومة القوية تدرك معنى المناسبات العظيمة الكبرى.. فتصنع منها وفيها كل عناوين البهجة والسعادة لمواطنيها.. وليس لتحولها إلى يوم للبؤس والألم!