هكذا تقاتل الشعوب جيوشها وهكذا تحميها !
اذهب إلى أي شعب في العالم واطلب منه فجأة أن يحارب جيشه إلا أن الرد المؤكد هو تسليمك إلى أقرب نقطة للشرطة العسكرية..
أما إذا ذهبت فجأة للشعب نفسه وزينت له الموقف وقدمت له السلاح فسيكون الحل هو الإبلاغ عنك وعن أماكن السلاح على الفور!
إذن.. ما الحل في عدو يريد تدمير جيش ما؟ ما الحل في إدخال جيش ما يرى العدو أن هذا الجيش هو صمام الأمان للدولة التي يريدون تدميرها أو عمود الخيمة كما يقولون؟ كيف يمكن إفساد العلاقة بين أي شعب من شعوب العالم وجيشه؟ بالطبع أي خبير ولو مبتدئ في تخريب الدول وهدمها بالطرق غير المكلفة لا في الأرواح ولا في الأموال هو هدم الدولة المستهدفة بأيدي أبنائها.. فهذا فريق يستخدم وسائل حديثة للاتصال بالناس مهمته الأساسية تحويل الإيجابي إلى سلبي من خلال تجريحه وتشويهه حتى لو تطلب الأمر فبركة أخبار عنه بينما يتم تحويل الخطأ البسيط الذي يمكن تداركه إلى عمل سلبي أما العمل السلبي الحقيقي فيجب تصويره للناس باعتباره عملا كارثيا..
للدور السابق تفاصيل كثيرة.. سنتحدث عنها مرة أخرى لنعود للكلام عن الشعوب والجيوش.. فلا يمكن وضع أي شعب أو جزء منه في المواجهة مع جيشه إلا بإفساد العلاقة بينهما.. وهذا لأنه غير موجود فيجب صناعته.. وصناعة شيء غير موجود يتطلب القدرة أولا على ابتكار حملات كاذبة طويلة الأمد تبدو للناس أنها غير مترابطة وأصحابها لا يعرفون بعضهم وأن كل منهم لا يقصد أن يتبنى ما يطرحه غيره.. وهنا يتم اختلاق مجموعة من الأكاذيب تبدأ من الطعن في دور الجيوش إلى اتهامها بالعمل ضد شعوبها.. وفي اللحظة المناسبة يجب استثمار ذلك وطرحه للقياس الجماهيري، وذلك باختبار بسيط وهو الهتاف ضد هذا الجيش.. وعلي قدر الصدى تكون النتيجة..
فلا يوجد شعب سيحارب جيشًا وأغلب هذا الشعب ملتف حول جيشه حتى لا تعرف هل هو شعب يحميه جيشه أم جيش يحميه شعبه، ولذلك فالفتنة بين الطرفين ضرورية! ولذلك لابد من تهويش الجيش ومحاولة النيل من هيبته وإذا تم ذلك سينتقل هؤلاء للخطوة التي تليها!
هكذا كانت الخطة عند كل الدول التي تقاتلت فيها الشعوب مع الجيوش.. أما هنا.. فالشعب الذي لم يشرح له أحد المسألة بالتفصيل ولم يعرف من الأمر إلا أن هناك مؤامرة على هذا الوطن واعتبر من اللحظة الأولى أن أي هتاف ضد الجيش ـ وكان الهتاف متعمدا ومقصودا طبعا ـ يتم في أي مكان وأي ميدان هو المرادف للعمالة والخيانة.. وإلى اليوم يفتش البعض عمن هتف في يوم من الأيام ضد الجيش ليتم وضعه وإلى الأبد في خانة العار الذي لا يسقط بالتقادم مهما كانت المبررات والأسباب!
هذا الشعب اليوم يطالب بمعاقبة فورية وعاجلة وقاسية لكل من يحاول ـ فقط يحاول ـ التعرض للجيش من قريب أو من بعيد.. بصورة مباشرة أو بالتلميح أو الإسقاط، ويطالبون بتشريعات لذلك اعتقادًا أن التشريعات غير موجودة.. لأنه يدرك بفطرته كل ما سبق حتى لو لم يقرأه من قبل وحتى بغير تفاصيل أخرى.. وهو ما يدعونا للقول: استجيبوا لمطلب الشعب يرحمكم ويرحمنا الله!