«العيد مش دايما فرحة».. حكايات من دفتر الشقيانين
"العيد فرحة وأجمل فرحة تجمع شمل قريب وبعيد" كلمات غنتها الفنانة صفاء أبو السعود، تعبيرا عن الاحتفال بالعيد، فما أجمل العيد إذا قضاه المرء مع أصدقائه وأسرته وأحبائه.
ولكن بعض الناس اضطرتهم لقمة العيش إلى ترك أسرهم، وقضاء العيد في العمل لإدخال السرور على قلوب الأطفال ورواد العيد، فقد نسيوا فرحتهم، ونسوا العيد ليكون لسان حالهم "يا عيـد مالك نظرة في عيونـي.. نسيتني مدري زماني نسانـي"، ويقول الشاعر العربي عن فرحة العيد، "ما قدرت أفراحك تعانق شجوني.. أحزاني أكبر من كلام التهانـي"، هكذا أصبح العيد مصدر تعاسة لهؤلاء.
عم ممدوح بائع العصير
استيقظ عم ممدوح في الخامسة صباح اليوم لإعداد التمر الهندي والعصير، وودع أطفاله الأربعة، وقبلهم وأعطاهم العيدية، لم ينم عم ممدوح سوى بضع ساعات قليلة ليكمل بعدها رحلته في بيع المشروبات على كورنيش النيل بمنطقة ماسبيرو حاملًا معه أكواب وأكياس العصير "نمت الساعة 3 الفجر، وصحيت الساعة خمسة وجهزت التمر الهندي".ويحيي عم ممدوح حياته يوما بيوم، ولا تفارق الابتسامة العذبة وجهه على الرغم من ظروف العمل الصعبة والتي تضطره إلى العمل من بداية اليوم إلى غروب الشمس، تحت أشعة الشمس الحارقة، ولقد قضى سنوات طويلة في بيع العصير امتدت إلى ثلاثين عاما "بشتغل في بيع العصير من ثلاثين عاما، وأعمل في منطقة الكورنيش مذ أن كان موقف السيارات بالقرب من ماسبيرو.
أما عن حالته المادية فيخبرنا عم ممدوح أنه يعمل في فصل الصيف فقط، وتضطره الحاجة إلى العمل باليومية في المعمار "قائلا في رمضان اشتغلت عامل في الفاعل بمنطقة 6 أكتوبر، فأنا أعول أربعة أبناء يدرسون بمراحل التعليم المختلفة".
أحمد الصعيدي: عيد بلا أهل
أكد الشاب أحمد الصعيدي، الذي يعمل في بيع الذرة المشوية، أن الفقر قد اضطره إلى ترك أمه المسنة في سوهاج، والنزوح إلى قاهرة المعز منذ 6 سنوات مع بداية ثورة 2011، ليعمل بائع ذرة مشوية على كورنيش ماسبيرو.لم ينم أحمد في ليلة العيد، وسيعمل اليوم
إلى وقت متأخر "مانمتش النهارده وهاشتغل إلى مساء اليوم، فالأهم هو توفير
أموال وإنفاقها على أمي وأخواتي".
ويعيش أحمد بإحدى الغرف بمنطقة الهرم مع مجموعة من الباعة الجائلين من زملائه "الحياة بقيت صعبة، الإيجار وصل إلى 400 جنيه، والبيع أصبح قليلا".
ويعيش أحمد بإحدى الغرف بمنطقة الهرم مع مجموعة من الباعة الجائلين من زملائه "الحياة بقيت صعبة، الإيجار وصل إلى 400 جنيه، والبيع أصبح قليلا".
أيمن بائع المخبوزات:لم أُُقبل أطفالي
بدأ يوم أيمن بائع المخبوزات مبكرا منذ يوم أمس، فقد استيقظ في الظهيرة وجلس يعد مخبوزات العجوة لبيعها يوم العيد ثم تناول إفطاره، وتوجه لمشاهدة مباراة الأهلي ثم جلس بالمقهى، ليبدأ يوم العيد بصلاة العيد، ويحمل صينية المخبوزات إلى الكورنيش لبيعها.بابتسامة رضا يخبرنا أيمن أنه ترك زوجته وأطفاله الصغار في الفيوم، وسافر إلى القاهرة للبحث عن لقمة العيش، ويسكن أيمن بإحدى الشقق الإيجار بمنطقة السيدة عائشة "بنشتغل بعرقنا عشان نجيب الجنيه، الظروف بقت صعبة"، يشعر أيمن بافتقاد أولاده وزوجته الشابة ولكن الأهم بالنسبة له إعالة بيته" مش مهم أنا، الأهم أولادي ما يحتاجوش لحد ويفرحوا بالعيد".