رئيس التحرير
عصام كامل

ضحايا عهد الفساد الأكبر !


المقال التالي مغامرة.. لأن الكثيرين بيننا يهتمون فقط بالعناوين ولا يقرءون التفاصيل.. لكن الأخطر أن المقال التالي صادم جدًا.. وعلينا أن ننجز اتفاقا سريعا مع قارئنا العزيز وهو أن من يبدأ المقال فليكمله.. ومن يقرأ سطر منه فعليه بالسطر الأخير أو لا تقرأ منه كلمة واحدة من الأساس بعد السطرين السابقين..


فالزميل مصطفى سليمان كتب على موقع قناة العربية أن إحدى السيدات شكت في سلوك سيدة منتقبة تقف معها في طابور الخبز في أحد مخابز حي عابدين وكلمة وراء أخرى وسؤال وراء آخر تحول الأمر إلى مشادة تبين بعدها أن السيدة هي رجل اسمه سيد رشوان لجأ هذه الحيلة للهرب من جحيم طابور الخبز في صفوف الرجال!

كما أضاف أن أهالي قرية "أوليلة" التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية فوجئوا بسقوط شخص فاقدا للوعي نتيجة للزحام في طابور الخبز أمام مخبز النصيف في القرية فحاول الأهالي إسعافه بنقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة في الطريق!

بينما قام ١٠٠ شخص من أهالي قرية دهشور بالجيزة بتنظيم وقفة احتجاجية على عدم توافر رغيف الخبز وسرقة أصحاب المخابز حصص الدقيق المدعوم بعد أن كاد الصراع اليومي للحصول على الرغيف يودي بحياة سيدة عندما طعنها أحدهم بمطواة أثناء مشادة بالطابور!

وبعد وفاة مواطن في الصراع على رغيف الخبز نقلت "اليوم السابع" عن عبد الملاك جاد، رئيس شعبة مخابز سوهاج، قوله "إن سبب تشاجر المواطنين أمام المخابز يرجع إلى وجود بعض أصحاب المخابز من معدومى الضمائر الذين يتلاعبون بقوت المواطن عن طريق تهريب الدقيق المدعم وبيعه في السوق السوداء في ظل غياب الرقابة "!

بينما نقلت "المصري اليوم" خبرا للزميلة غادة عبد الحافظ يقول إن المواطن محمد الشحات الشبراوى "٤٧ سنة" مصرعه عقب تشاجره مع صاحب مخبز بقرية "قرقيرة" بالسنبلاوين؛ لاختلافهما على كمية الخبز التي يريد شراءها تم تحرير محضر بالواقعة وقررت النيابة ندب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة..

بينما نقل موقع راديو حريتنا حصرا ببعض حوادث الخبز في تقرير مصور للزميل أحمد الشميسي كلها مؤسفة وكانت كالتالي:
"شهدت مدينة حلوان حادثًا آخر عقب سقوط تسعة أشخاص بين قتيل وجريح بسبب المعارك التي وصلت لاستخدام الأسلحة البيضاء وإطلاق الرصاص في أحد المخابز من أجل الحصول على رغيف الخبز.

تقدم مواطن يدعى منصور محمد على الشهاوي وشهرته "رابع الشهاوي" بشكوى إلى مركز شرطة البرلس ضد مسئولين في مديرية تموين مركز البرلس وبعض أصحاب المخابز لعدم تمكنه من الحصول على الخبز له ولأسرته وذلك بسبب تفاقم أزمة الخبز في قرية برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ المصرية وتجاهل المسئولين لها وتطور جدل بين طفلين على مكان كل منهما في الطابور إلى مشاجرة أصيب فيها أربعة وضحية جديدة لطوابير الخبز شهدتها محافظة الإسكندرية وفاة سيدة جابر أحمد حجازي "61 سنة" متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في أحد الطوابير التي أحدثها بها على أحمد السيد "23 سنة ـ مسجل خطر" أثناء وقوفها أمام مخبز عبدالباسط في منطقة دربالة قبل أسبوعين".

بينما نشرت البديل وقالت "المواطن محمد رفعت حسن شمروخ "61 عاما "مات تحت الأرجل أثناء وقوفه في طابور بطاقة التموين أمام سجل مدني دشنا بمحافظة قنا، وبهذا يكون أول شهيد لطوابير استخراج وثائق بطاقات التموين الإلكترونية في مصر"!

الآن.. هل تعلم عزيزي القارئ أن كل الحوادث السابقة وقد أخفينا تواريخها هي عينة من عشرات الحوادث الأخرى؟ ولكن قبل أن تتضاعف دهشتك -وربما ابتسامتك إن كنت من خصوم السيسي- هل تعلم وقد كتبنا مصادر الأخبار السابقة وأسماء محرريها ووظائف من أدلوا بتصريحات أن كل الحوادث السابقة قد جرت في الفترة من عامي 2008 و2010 ؟ وكلها في عهد مبارك الذي يسخر الآن من الأوضاع الحالية بينما لصوص حزبه يسرقون أموال الغلابة بينما هناك أنصاره يتأسفون له ويرددون: "ولا يوم من أيامك"؟ ومقارنة بوضع الخبز وتوزيعه حاليًا نقلنا لكم بعضًا من أيامه، فالذكرى تنفع المؤمنين!
الجريدة الرسمية