وأين سفيرنا في لبنان؟!
السؤال المنطقي هو أين سفيرنا بلبنان إزاء الإهانة التي وجهتها صحيفة "الأخبار" اللبنانية لمصر ولرئيسها؟ أننا نحاسب سفراءنا الآن على ما يقدمونه إن تعرض مصري في الخارج لأي أزمة فما بالنا بإهانة بالغة وانحطاط لا مثيل له في التعامل في قضية مصرية خالصة؟ وتجاوز غير مسبوق في التدخل في الشأن المصري؟ كيف لم يتحرك سفيرنا هناك بأي تحرك؟
الإجابة نعرفها وهي منطقية أيضا ومفادها أن التحرك المتاح هو أن يحتج السفير عند الخارجية اللبنانية ولكنها بدورها ومعها الوزارات المختصة كالإعلام وغيرها مثلا لا تستطيع أن تفعل للجريدة أي شيء ليس فقط لما تتمتع به الصحافة اللبنانية من حرية وإنما ما تتمتع به هذه الصحيفة تحديدا من حماية تجعلها فوق الحساب وفق توازنات لبنانية داخلية معروفة وهنا سيكون الحرج للحكومة اللبنانية وليس للصحيفة البذيئة!
الصحيفة البذيئة-تلك- لم تزل تعيش في اجواء الستينيات والسبعينيات عندما كان الحابل في الداخل اللبناني مختلط بالنابل ولكل دولة في المنطقة صحف في لبنان وربما محطات إذاعية والتدخل في الشئون الداخلية للدول على المشاع ولذلك يمكن وصف الأخبار اللبنانية بالتخلف السياسي والمهني نصف قرن كامل على الأقل!
ومع ذلك تبدو إجراءات أخرى ضرورية ضدها منها اللجوء للقضاء اللبناني ومنها مراجعة موقف مكتب الصحيفة بالقاهرة ومراسليها..المهم ألا تمر الإهانة بغير عقاب!
كاتب هذه السطور-ومن يتابعه يعرف-من أكثر أعداء الطائفية ويحاربها على الدوام ومن أنصار العلاقات الطيبة مع كل دول المنطقة وفقا للمصلحة المصرية والمصالح العربية كلها ويتصدي باستمرار لأي دعوة مذهبية لا مستفيد منها إلا دولة العدو الإسرائيلي ولكن لا يعني ذلك تمرير أي إهانة لبلدنا أو قبولها بأي صيغة أو بأي درجة خصوصا ممن لا حق لهم في التدخل في شئون غيرهم وممن لا يعنيهم-ولا ينبغي أن يعنيهم- الشأن المصري الداخلي وعليهم إدارة خلافاتهم وصراعاتهم التي تخصهم بعيدا عن مصر ولذلك على هؤلاء إدراك كم الخسارة التي سيخسرونها في مصر وسيفقدون بسببها دعما معنويا كبيرا كان أصحابه يؤجلون أي خلاف معهم لاعتبارها خلافات ثانوية إعلاء من أهمية خلافات أخرى جذرية وأساسية مع الأعداء الحقيقيين لمصر وللعرب وهو العدو الإسرائيلي..
ولكن على الحكومة المصرية والخارجية تحديدا والهيئه العامة للاستعلامات وكل من يعنيهم الأمر البحث عن رد مناسب.. ذلك رغم تقديرنا الكامل للحكومة اللبنانية وقبلها للشعب اللبناني الحبيب الشقيق الذي لا ذنب له في انحطاط شامل لصحيفة متخلفة- كما قلنا- سياسيا ومهنيا بل وأخلاقيا!
