رئيس التحرير
عصام كامل

الحقوا رمضان !


أصيبت بمرض خطير في عينها اليسرى، كان حتميا معه استئصال العين كلها خوفا على حياتها، وظن الجميع أن المأساة توقفت وانتهت عند ذلك إلا أن بعد فترة بدأ المرض يتسرب للعين اليمنى، ولأنها وأهلها لم يكونوا قادرين على تكلفة علاج العين الأولى لذا تستغيث الأسرة كلها بمن يجد حلا لمرض فتاتهم المسكينة طبيا قبل أن يكون ماديا، وقبل أن تدخل إلى مرحلة الاستئصال وتفقد البصر كليا وهي في هذه السن الصغيرة!


أما الأسرة الثانية فلابنها الطفل عملية جراحية خطيرة في القلب، ولا نعرف السر في أنها ستجرى في القاهرة وليس في أسيوط، ويقولون إن تكلفة العملية وتحاليلها وأجرة القائمين عليها كلها تم تسديدها، ولا نعرف أيضا هل جرى ذلك بقرار لعلاج الطفل على نفقة الدولة أم تكفلت به جمعية من الجمعيات الخيرية، إنما ما يعنينا هو شكوى الأسرة من عدم قدرتها على تكلفة الانتقال من أسيوط إلى القاهرة والعكس وأجرة إحدى الشقق في القاهرة لمدة أسبوع وتستغيث لتوفير ذلك لها.. وربما حتى كتابة هذه السطور وجدت الأسرة من يتكفل بأجرة الانتقال، لكنها لم تجد من يتكفل بأجرة إقامتها في القاهرة لحين شفاء طفلها !

مأساتان من البريد الخاص لا نعرف أصحابهما لكنها فرصة للباحثين عن فعل الخير في رمضان.. وفعل الخير مطلوب في رمضان وكل شهور العام، ولكن في شهر الخير يسعى البعض للخيرات ويتسابقون إليها، ولهؤلاء عرضنا المشكلتين ليس لنريح ضميرنا وإنما أملا في التوصل إلى حلول حقيقية تريح أصحابهما، علما أن كلا الأسرتين لا تريدان أموالا إنما أملا ينقذهما، مع استعدادنا الطبيعي والمنطقي لتوفير الاتصال بأصحاب المأساتين السابقتين مباشرة !
الجريدة الرسمية