رئيس التحرير
عصام كامل

هذا ديني الذي تربيت عليه


هذا هو الدين بالفهم الصحيح الخالي من التشدد والغلو والشطط والعصبية والتعصب، هذا هو الدين الذي عرفناه وتعلمناه من مشايخنا الأفاضل العلماء الأجلال والأولياء الأنقياء الأتقياء فجازاهم الله عنا خير الجزاء ووفاهم أجورهم بغير حساب، الدين حب وعطاء وأخلاق وأدب وبذل لله وتضحية في سبيله، الدين بشاشة وسماحة ورحمة وعفو..


الدين كرم وجود وسخاء وإحسان، الدين كظم غيظ وحلم ولين جانب، الدين رحمة وتراحم ومرحمة، الدين عطف وشفقة على اليتيم والأرملة والفقير والمسكين والعاجز والمريض والمحتاج، مسلم وغير مسلم، الدين سلامة صدر وسخاوة نفس وجبر خاطر، الدين طاعة واستقامة وذكر لله تعالى بقلب سليم، الدين حسن نية وحسن ظن وقول حسن وكلمة طيبة، الدين صدق وأمانة وبر ووفاء..

الدين وصل للقاطع وإعطاء للمانع، وعفو عن الظالم، الدين صبر وشكر ورضا بقضاء الله سبحانه، الدين خشوع وخشية وحياء وطهر وعفة ونقاء، الدين كلمة طيبة ووجه بشوش بسام، الدين مطعم من حلال وتحري وورع، الدين مجاهدة النفس ومخالفة الهوى وتطهير للقلب من الغل والغش والحقد والكراهية والغيرة والحسد، الدين زهد بالقلب في الدنيا ورغبة في الله تعالى والآخرة، الدين قناعة ورضا بالمقسوم وعدم الطمع فيما هو في يد الناس، الدين حب الخير وعمل الخير وتمنيه للغير، الدين النصح لله ورسوله بأدب دون جرح مشاعر الغير وحفظ ماء وجه..

الدين صيانة العين من النظر إلى ما حرم الله تعالى، وكف اللسان عن الأذى وحفظ الجوارح من المعصية، الدين أمن وآمان وسلم وسلام مع جميع الخلق سواء كان إنسان أو طائر أو حيوان أو دابة من دواب الأرض أيا كان دينه أو ملته أو معتقده مادام غير معتدٍ، الدين حفظ السر ووفاء بالعهد والوعد وإقرار بالمعروف والفضل، الدين الصلح مع الله والنفس والناس الدين إحسان للجار ووصل للأرحام..

الدين عمارة الأرض وإصلاحها وعدم خرابها والإفساد فيها، الدين حياة بمعناها، حياة قلب وروح ونفس، كل ما ذكرته وهناك المزيد من الفضائل والمكارم التي تعلمتها من شيخي رحمه الله والتي جاءنا بها، الهادي البشير السراج المنير الصادق الأمين نبي الرحمة ورسول الإنسانية عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، هذا هو الدين الذي تربيت عليه وأعرفه، وفي الختام أذكر قول سيد الأنام ذلك القول الجامع لكل ما حواه الدين وتضمنته الرسالة المحمدية وهو قوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقول الحق عز وجل وصفا لهذا الدين والذي يقول فيه تبارك في علاه، ذلك الدين القيم..
الجريدة الرسمية