رئيس التحرير
عصام كامل

عودة شفيق !


هي المرة الأولى التي يهاجم الفريق أحمد شفيق من مقره في الإمارات العربية مسئولين كبارا في الدولة المصرية بل هم دستوريا الرجل الثاني والثالث حيث انتقد رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء حتى قارن أداءه بأداء المهندس شريف إسماعيل !


ورغم ملاحظاتنا على أداء الدكتور عبد العال والمهندس إسماعيل فإن سطورنا هذه ليست في تقييم الرجلين وربما فعلنا ذلك فيما بعد وإنما مقالنا عن معنى ومغزى التداخل غير -غير- المفاجئ للفريق شفيق والتداخل ليس في نوعه ولا توقيته وإنما في درجته التي تجاوزت هذه المرة كل الحدود التي اعتاد عليها واعتادها منه أنصاره وخصومه على السواء.. فقد بقيت طوال السنوات الماضية مقتصرة على آراء الفريق في عدد من القضايا دار أغلبها حول عودته وحول حزبه ثم انتقلت إلى مستوى آخر أهم، حيث باتت المداخلات أو حتى القليل منها يدور حول ترشح الفريق للانتخابات الرئاسية وفيها وكما توقعنا أن تكون إجاباته عامة غير حاسمة ولا جازمة وإلا أدخل نفسه مبكرا في حسابات كبيرة ومعقدة!

وقبل عامين بالتمام والكمال وتحديدا في 3 مايو 2015 كتبنا مقالا بعنوان "خيوط المؤامرة على السيسي ودور أحمد شفيق" وقد أحدث المقال وقتها جدلا مذهلا ليس في حجم القراءة فحسب وإنما في مستواها أيضا ونظل في حل من إعادة فقرات من المقال إلا أن ملخصه المطلوب هو "إدخال مصر والرئيس تحديدا في مشكلات كبيرة تتعرض لشعبيته وفيها ومعها يكون -تبقي- عودة الإخوان مستحيلة كما أن هدم الدولة المصرية أكثر استحالة والحل في ظهور شخص آخر يحل المعادلة السابقة" والتفاصيل في المقال المذكور!

لا نتهم الفريق شفيق بشيء.. وإنما نناقش سيناريوهات ممكنة وتوقعات قابلة للتحقق، ولذلك نعتقد أن الفريق شفيق الآن في انتظار نتائج المداخلة الساخنة التي خرج فيها لأول مرة عن دبلوماسيته المعهودة وانتقائه للشخصيات التي يتناولها وحجمها واختياره لألفاظه فيها ولذلك ربما أشعلت اللجان الإلكترونية المعادية للرئيس السيسي الموقف بالترويج للمداخلة التي كانت على قناة دريم وسيتلقفها منهم الكثيرون من أصحاب النيات الطيبة والخبثاء وبينما هدف اللجان المعادية والإخوان هو إحداث الانقسام في مصر أو المساهمة في اتساعه أكثر وأكثر ليس حبا في الفريق بطبيعة الحال وإنما للرغبة في مزيد من الإرباك الذي تستفيد منه دائما وبناء على ردود الأفعال ستتحدد الخطوات التالية للبعض!

على كل حال وبعيدا عن الحرية الممنوحة لتحركات الفريق شفيق إلا أن ما نراه من مشاهد تحدث لأول مرة في مصر من انفعال بلغ حدا غير مسبوق من اتهامات واتهامات مضادة يجعلنا نتذكر ما قلناه سابقا عن الدولة العربية التي أنفقت 7 مليارات دولار -نعم 7 مليارات دولار- ليس على تسليحها ولا على خطة تصنيع طموحة ولا على الاكتفاء الذاتي من الغذاء وإنما على "السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي من تويتر وفيس بوك إلى الواتس آب"! وبما يعني أن ما يحدث ورغم أنه يحمل انفعالا حقيقيا لكن سبقه وبداخله تغذيه وتشعله أصابع خفية مستفيدة مما يجري في مصر حول أزمة "تيران وصنافير" والتي ورغم أننا كتبنا عنها من قبل ولكن سنتناولها إن شاء الله في مقال آخر!
الجريدة الرسمية