رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلان التليفزيوني السافل!


أن تتم -عفوا يعني- إعلانات "الملابس الداخلية" هكذا بلا رقيب أو حسيب فنحن بالفعل في كارثة.. ليست كارثة أخلاقية فحسب وإنما كارثة مركبة.. أخلاقية وبنيوية خاصة بتركيبة الأجهزة الرقابية وأولها جهاز حماية المستهلك ودوره والصلاحيات الممنوحة له وقدرته على الحركة، كما أننا في أزمة وعي عند بعض شركات القطاع الخاص التي بات عندها الربح فوق أي شيء.. وفوق كل شيء.. وقبل أي شيء !


الإعلان نصفه صراحة بالسافل.. ليس فقط في فكرته وإخراجه.. وإنما أيضا في إيماءاته وإشاراته ونظرات ممثليه و"رسائله" السلبية بالطبع ! وربما تصلح بعض الأفكار الإعلانية في الدول الغربية، حيث كل شيء مباح ومتاح أما أن تتسلل الأفكار الشريرة والخبيثة عبر الإعلانات فالأمر يستحق وقفة بل إننا لا نعرف كيف ننتقد الإعلان المذكور ولا لدينا القدرة على توضيح ما به من خروج على الممكن وإلا هبطنا بالمقال وبالكتابة ولا المعلن نفسه يستحق دعمه بذكر اسمه وماركته هنا ولكن ثقة مطلقة في أن كل القراء الأعزاء سيعرفون الإعلان وسيعرفون الشركة وسيعرفون قصدنا!

لم ننته بعد من مواجهة بعض صور التدني والهبوط في بعض الأعمال الدرامية -وربما البعض على لفظ "بعض"-حتى ظهرت هذه النوعية من الإعلانات قبل عامين وتدخل جهاز حماية المستهلك لرفع إعلان بذيء ومنحط العام قبل الماضي وآخر العام الماضي وفي كل مرة يتدخل الجهاز بعد أن يكون الإعلان أدى غرضه وحفظه الكثيرون عن ظهر قلب ولا نعرف بعد كل مرة ماذا جرى لأصحاب الإعلان ولكن ما نعرفه ونتأكد منه أنه لو هناك عقاب كبير ومؤلم قد جرى ما تكررت السفالة!

أوقفوا هذا الإعلان فورا وإلا سنبدأ حملة شعبية لمقاطعته علنا وهناك من الأفكار ما يلبي الهدف ويحافظ على كيان مجتمع مستهدف بعشرات المحاولات الأخرى لتفكيكه والقضاء تماما على ما تبقى -وهو كثير- من خجل وحياء.. وينبغي محاسبة كل من اشتركوا في الإعلان المذكور -السافل- ليس بتهمة الإعلان المسيء فحسب وإنما بتهمة الفعل الفاضح !
نصف إعلانهم بالسافل.. حاكموهم أو حاكمونا!
الجريدة الرسمية