صحفي أمريكي يحذر ترامب من الفشل في الشرق الأوسط.. سياسة أوباما وبوش أشعلت الصراع في المنطقة.. دعم إيران يثير غيرة السعودية لكسب الولايات المتحدة.. وتل أبيب لن تحقق السلام بسبب ميوعة واشنطن
بعد 6 أشهر من دخوله البيت الأبيض، لا تزال وسائل الإعلام والمراكز البحثية تهاجم وتنتقد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخارجية، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط لمعارضتها سياسة الرئيس السابق باراك أوباما داخليًا فقط، وآخر تلك الانتقادات هي خسارة واشنطن وتصعيد النزاع في المنطقة.
دعم السنة
ونوه الصحفي الأمريكي الشهير "ليوان هدار"، في مقال له بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إلى أن ترامب قرر أن يتعامل مع الشرق الأوسط كما تركه أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون، من خلال دعم قادة السنة فقط.
الحرب الباردة
وأوضح "هدار" أن الولايات المتحدة كانت تدعم عددًا من دول المنطقة خلال الحرب الباردة كيلا تسمح للاتحاد السوفيتي للسيطرة على إمدادات الطاقة التي تعتمد عليها الاقتصادات الصناعية في الغرب؛ فاحتوت النفوذ السوفيتي على التحالف ضد العملاء السوفياتية مثل سوريا والعراق ومصر، ودعمت إسرائيل وشاه إيران والمملكة العربية السعودية المحافظة.
دعم إيران
وعندما سقط الشاه عام 1979، أنشأت الولايات المتحدة قوة الانتشار السريع؛ من أجل ردع انتزاع السوفيتي للخليج العربي، لكن واشنطن لا زالت تعمل في المقام الأول على أنها “موازنة في الخارج”، وأبقت قوات الدفاع عن الديمقراطية خارج المنطقة حتى أصبحت هناك حاجة إليها. لعبت الولايات المتحدة لعبة توازن القوى داخل المنطقة، حيث تميل نحو العراق خلال الحرب الإيرانية العراقية، ثم أرسلت قوات الدفاع عن الديمقراطية للإطاحة بالعراق من الكويت عام 1991.
منافس خارجي
ونوه الصحفي إلى أنه لا يوجد منافس نظير خارجي مثل الاتحاد السوفيتي السابق الذي قد يسيطر على المنطق، وبالتالي، لا حاجة للولايات المتحدة أن تضاعف من التزاماتها الحالية تجاه أي بلدان في الشرق الأوسط.
توازن السلطة
ودعا "هدار" الرئيس الأمريكي إلى محاولة الحفاظ على على توازن تقريبي للسلطة، ومنع أي دولة واحدة أو قوة كبيرة خارجية من الهيمنة، من خلال الوصول إلى دول مثل إيران، بدلًا من تل أبيب والرياض وأنقرة. كما كتب إميل نخلة، مدير برنامج التحليل السياسي للإسلام السياسي التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مؤخرًا: “الانغماس في الخلاف الطائفي الدائم بين الإسلام السني والشيعي أو بين السعودية وإيران هو في المدى البعيد غير متناسب مع الأمن القومي الأمريكي، المصالح في العالم الإسلامي".
المنافسة على كسب أمريكا
وشدد على أن اتباع نهجًا أكثر توازنًا في المنطقة من شأنه أن يشجع جميع الدول في المنطقة على بذل المزيد من الجهود لكسب أمريكا. إذا فهم السعوديون والإسرائيليون والأتراك أن الولايات المتحدة كانت تتحدث بانتظام مع إيران، وأن العلاقات الوثيقة مع طهران كانت خيارًا حقيقيًا، فسيتعين عليهم التفكير بجدية حول ما يمكنهم القيام به للبقاء في علاقاتهم الجيدة مع أمريكا.
وأشار الصحفي إلى فكرة أن الدول العربية المعتدلين يمكنها إقناع الفلسطينيين بالتخلي عن تطلعاتهم الوطنية وتحقيق السلام مع إسرائيل هي واحدة من تلك الأوهام الدائمة التي عرقلت دبلوماسية الولايات المتحدة لعقود.
كما يوضح ناثان ثرال في كتابه الجديد "اللغة الوحيدة التي يفهمونها: فرض التسوية في إسرائيل وفلسطين"، فالعقبة الرئيسية أمام السلام ليست التعنت الفلسطيني، ولكن عدم اكتراث إسرائيل، خاصة مع عدم وجود أي حافز حقيقي لإسرائيل لإحلال السلام طالما استمرت واشنطن في تقديم الدعم والحماية.