مرحبا بسيف الإسلام القذافي في مصر!
ليس لأنه أحد الأوراق المهمة في مستقبل الشقيقة ليبيا فحسب، وليس لضرورة تصاعد الدور المصري في ليبيا فقط، وإنما أيضا لأن الواجب يقتضي أيضا أن تكون القاهرة ملاذا لكل عربي حر يلجأ إليها!
الإفراج عن سيف الإسلام القذافي أمس أحد أهم الأخبار الليبية على الإطلاق، بل إن نجاته هو نفسه معجزة كبيرة خصوصا إن كان في أيدي عصابات ومليشيات تحتل ليبيا رغما عن أهلها وسجلها في قتل الآلاف من الليبيين معروف للكافة لم يسلم منهم الشيوخ ولا النساء ولا الأطفال !
حتى اللحظة لا أحد يعرف أين سيف الإسلام، ولا كيف يعيش، ولا طريقة عبوره ومروره بعد الإفراج عنه بعيدا عن المتربصين والباحثين عن رقبته، وهي قطعا مهمة معقدة من المؤكد أن محاميه رتبها مع أنصاره وقبيلته وهنا نتوقف.. فلم يزل أنصار العقيد القذافي في مقاومة ما يجري حتى لو كانوا عانوا أياما عصيبة، ووجودهم لا يقتصر على المعاقل الأساسية لهم في بني وليد مثلا، وإنما أدى ما جرى لليبيا من دمار ونهب إلى رد الاعتبار بأثر رجعي للقذافي وحكمه خصوصا توافر حياة كريمة كانت تتحملها بالكامل الحكومة الليبية، التي كانت وحتى آخر لحظة ورغم نظرية "الكتاب الأخضر" إلا أنها ظلت كما نقول بملامح اشتراكية تتحمل فيها الدولة الأعباء الأساسية عن كاهل مواطنيها، وبقيت المقارنات بين الماضي والحاضر عالقة في أذهان الكثيرين!
مصر تحتضن ملايين الأشقاء الليبيين وهم في بلدهم يتصدرهم السيد أحمد قذاف الدم، ولم تنس مصر دوره في حرب أكتوبر وحمته الأجهزة الوطنية من بطش حكم الإخوان، والذي كان في طريقه للتسليم للإعدام الحتمي في ليبيا، ووجود سيف الإسلام بجانبه ربما يشكل ملامح رؤية أوسع لإنقاذ ليبيا، التي من المستحيل أن تعود كما كانت في حكم القذافي رحمه الله ولكن وجود رموز يمكنها حشد الليبيين وكسب دعمهم والحصول على التفافهم حولهم مسألة مهمة، ومن هنا يمكن لمصر-مع عناصر أخرى تمتلكها-أن تلعب دورا مهما في استرجاع ليبيا واستقرارها!
أهلا بسيف الإسلام.. الذي رحب ورحب والده الراحل بملايين المصريين.. وكانوا في ليبيا كأهلها بدون فرق ولا تمميز فضلا عن علاقات الأشقاء التي كانت قائمة حتى لو مرت بفترات فتور وخلافات لكن في وقت الشدائد-أو حتى في غيرها-لا نتذكر إلا ما يجب تذكره من وفاء وخير وهكذا هو حال الكبار.. ودائما مصر كبيرة!