رئيس التحرير
عصام كامل

الحسابات المعقدة والأسئلة الحائرة في الأزمة مع قطر!


يبدو أن مصر أو سوريا في النهاية ستتهمان بدعم الإرهاب طالما الكل يتبرأ منه الآن، حتى أن مسئولا في البنتاجون يقول إن قطر شريكه في مكافحة الإرهاب !!


ولذلك فعند محاولة فهم الأزمة مع قطر لابد أولا من البحث عن إجابات لعشرات الأسئلة الحائرة، فبخلاف أن العالم كله يعرف من دعم الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا وليبيا، وعمل على إضعاف العراق حتى لا يشكل خطرا على جيرانه، لكن هذا أصلا ليس محلا للتساؤل، إنما الأسئلة الحائرة تبدأ من لغز قوة العلاقات التركية القطرية حتى تخطيها للعلاقات السعودية التركية التي كانت وحتى وقت قريب محل تفاخر الجانبين، وببلوغ الاستثمارات المشتركة حدا غير مسبوق، في حين تقاتل إيران مع سوريا ضد الجماعات الإرهابية الممولة قطريا، بل إن صراعا كبيرا للهيمنة على حركة حماس بين قطر وإيران اشتعل قبل سنوات، وانتهي بتصفية حليف إيران المتشدد أحمد الجعبري القائد العسكري لحماس، مما أدى إلى انفراد قطر بالحركة وهذا يفسر الغضب السعودي على حماس، لكن لا يتم هذا بأثر رجعي، ولكن يبدو أن خلافا على ترتيبات حالية ترفضها حماس في حين تبدو مصر غير معنية بالاتهامات لحماس بعد تلطيف الأجواء الفترة الأخيرة!

هنا تبرز الإمارات في الإجابة عن دور تركيا، حيث لم تتوقف الخلافات القطرية الإماراتية إلى حد اتهام أردوغان للإمارات بالتدخل في الشأن التركي، ويبرز دور مصر وأجهزتها في القائمة التي أعدت وطالت جماعات إرهابية في ليبيا تهد الأمن القومي المصري، لكنها أيضا تهدد كلا من تونس والجزائر في حين اقتصرت القائمة الخاصة بالأفراد على من لهم اتصال باحكام قضائية أو محاكمات قائمة ولم تصل إلى حد أعضاء الإخوان !

هنا تبرز قائمة أخرى من الأسئلة.. أن كنا نطالب بطرد الإخوان من قطر، فماذا عنهم في تركيا وماليزيا والسودان وبريطانيا وأمريكا؟ وماذا عن وعد ترامب باعتبارهم جماعة إرهابية؟ وهل قطر التي ردد إعلامها لسنوات أنه يحارب الفرس المجوس في سوريا تقف ضد صراعا محتملا سنيا ضد إيران؟ وهل تركيا في معسكر واحد مع إيران التي تقاتلها في سوريا؟ وماذا يعني توزيع الادوار في تصريحات الأمريكان بين ترامب والخارجية والبنتاجون؟ وماذا عن توزيع الأدوار في موقف أوروبا ؟

قائمة أخرى من الأسئلة الحائرة: هل سينتهي الأمر بابتزاز أمريكي لقطر يستنزف منها عشرات المليارات وهذا سر تصريحات ترامب؟ وهل ستكون إيران على قدر من الغباء لتستعجل الصراع في الخليج أم أن دعمها لقطر سيقتصر على الأبعاد الإنسانية والمعنوية؟ وماذا عن موقف مصر من كل ذلك والتي ستضطر للتحرك أن اختلت موازين القوى في الخليج بوصول قوات كبيرة لدعم قطر؟ أم أن استدراج مصر هو الهدف بعينه؟

مصر صاحبة أشرف موقف في الحرب على الإرهاب، وهي الأصدق بين الكل، ولذلك يستحق الموقف كله مقالا آخر تفرضه ضرورة التأمل أو قد تنهيه مفاجآت قد تتم في أي لحظة!
الجريدة الرسمية