حقل غاز كلمة السر في تحالف إيران وقطر.. رغبة السعودية في ترويضها بدعم من ترامب.. خوف الإمارات من علاقتها بإسرائيل وحماس والإخوان.. ودور إيران بسوريا غير موازين القوى
أثارت الأزمة القطرية دهشة العالم أجمع وذلك لقرار دول عربية سنية مثلها "الإمارات والبحرين ومصر" بقطع علاقاتها الدبلوماسية معها، وأعلنت إيران الشيعية دعمها الكامل للدوحة، هذا فضلا عن تدخل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"؛ لذا نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية ما وراء كواليس تلك الأزمة.
موقف ترامب
وبدأت الشبكة تقريرها، بموقف لا يقل تعقيدا يتمثل برأي الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب في الأحداث، فترامب أطلق عدة تغريدات حول الملف القطري ظهر فيها أقرب للموقف السعودي، خاصة إعرابه عن أمله بأن يكون عزل قطر مقدمة لإنهاء "رعب الإرهاب" وذلك في موقف يصدر عن رئيس الدولة التي تمتلك قاعدة عسكرية ضخمة في قطر تشكل مقرا لعملياتها ضد تنظيم داعش.
ويرجع دعم ترامب للسعودية إلى موقفه الصارم ضد إيران والاتفاق النووي الذي أبرم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
عمليات إرهابية في طهران
ونوهت الشبكة إلى أن إعلان تنظيم داعش مسئوليته عن عمليات إرهابية في طهران استهدفت مقر البرلمان وضريح مؤسس النظام الإسلامي في البلاد، روح الله الموسوي الخميني، وأسفرت عن سقوط 12 قتيلا، ما دفع الحرس الثوري الإيراني لاتهام السعودية وجعل الموقف يزداد تعقيدًا.
قطر وإيران
على سطح الأحداث يبدو وكأن السعودية، ومعها دول حليفة لها مثل الإمارات والأردن ومصر، قد وضعت دولة جارة - هي قطر – تحت الحصار، الأمر قد يكون مستغربا بالنسبة للبعض طالما أن العداء المعلن هو مع إيران، ولكن المشكلة هنا تتمثل في السياسة الخارجية المشاكسة والمستقلة التي تنفذها قطر، والتي فيها أيضا علاقة جيدة مع إيران.
وبحسب الشبكة، فإن السبب الأساسي الذي يدفع قطر للحفاظ على العلاقات الطيبة مع إيران فيتمثل بشكل رئيسي في ثروة الغاز، إذ تشترك الدوحة وطهران في حقل عملاق للغاز يقع تحت مياه الخليج، كما أن الكويت، والتي تحاول حاليا قيادة وساطة لحل الأزمة، تتشارك جزءا من احتياطياتها النفطية مع إيران أيضا.
كما أن السعودية والإمارات ينظران بريبة شديدة إلى علاقات قطر، فهي قد سبق لها التودد لإسرائيل وفي نفس الوقت تحافظ على روابط وصلات مع جماعة الإخوان وتوفر ملجأ لحركة حماس الفلسطينية وتستخدم قدراتها الإعلامية الكبيرة لمشاركة خطابها السياسي مع شعوب المنطقة من خلال قناة الجزيرة.
بالنسبة للسعوديين والمصريين، وكذلك للإسرائيليين، فإن الإخوان تنظيم شديد الارتباط بحركة حماس، كما أن تلك الدول تتهمه بالارتباط بالقاعدة، وهي أيضا تتهم إيران بتقديم الدعم لتلك الجماعات السنية وإعطائها مقومات الحياة. وتتذكر السعودية بمرارة كيف أن إيران وفّرت ملجأ لقيادات كبيرة في تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر حتى عندما كان التنظيم يشن هجماته داخل السعودية.
موازين القوى
الصراع الدائر في المنطقة حول النفوذ ودور إيران تعمّق بشدة بسبب الحرب السورية وصعود تنظيم داعش، الدور الإيراني الكبير في العراق وسوريا غيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات، كان قد اتهم إيران بالسعي إلى بناء حزام من الأراضي الخاضع لسيطرتها يضمن لها الوصول إلى لبنان مرورا بسوريا والعراق.
والأسبوع الماضي كانت قوات موالية لإيران في العراق قد وصلت إلى منطقة حدودية مع سوريا بالتزامن مع محاولة قوات سورية مهاجمة قاعدة أمريكية في منطقة مقابلة لها على الأراضي السورية تدعى التنف مخصصة لدعم المعارضة السنية المعتدلة.
وهناك جبهة أخرى مشتعلة في المنطقة تتمثل في اليمن، حيث توجه السعودية الاتهامات إلى إيران بدعم متمردين شيعة يحاولون السيطرة على الحكم، وإيران من جانبها تنفي دعم المسلحين في حين يتمدد تنظيم القاعدة في أجزاء أخرى من البلاد.
السيطرة الأمريكية
الخلافات بين الإدارة الأمريكية السابقة والدول الخليجية لم تكن خافية على أحد، القيادة السعودية لم تكن تثق بنظيرتها الأمريكية في ذلك الوقت خاصة بعد عدم تدخلها دفاعا عن الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، ومن ثم اندفاعها باتجاه عقد اتفاق حول الملف النووي مع إيران عام 2015، كل هذه العوامل، بالإضافة إلى القلق حيال إمكانية أن يؤدي استقلال أمريكا بمجال الطاقة إلى إنهاء اهتمامها بالشرق الأوسط، دفع القيادة السعودية الشابة إلى سلوك سياسة جريئة وحاسمة بالمنطقة.
وضمن أهداف السياسة السعودية الجديدة وضع قطر في مكانها الصحيح، ويرى البعض أن الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية قد أعطت دفعا إضافيا لتلك السياسة.