رئيس التحرير
عصام كامل

المؤلف الحقيقي لـ«الجماعة» وحيد حامد أم حمادة حسني؟!


الإجابة المباشرة والصريحة وهي: إن كان الكثيرون يشككون في قدرات الدكتور حمادة حسني في التعامل مع التاريخ فكيف سيفهم في الدراما؟ وبالتالي فالنص المكتوب لمسلسل الجماعة يحمل بكل التأكيدات بصمة وروح الكاتب الكبير وحيد حامد.. لكن يبقى السؤال الممتد من مقال الأمس: من استطاع قبل صياغة المشاهد بشكلها النهائي توجيه الآخر وحيد حامد أم حمادة حسني؟


الحقيقة تقتضي القول إنه حتى الحلقة الثانية عشرة وباستبعاد الحلقتين الأولى والثانية يمكننا القول إن أغلب الأحداث التي شاهدناها منذ التحضير النهائي لثورة يوليو وحتى حلقة الأمس كلها تتفق مع صحيح التاريخ الذي عرفناه من أغلب المصادر المعتبرة بل في اعترافات كثيرة من مصادر الإخوان الواردة بالكامل كمراجع للعمل رويت باعتبارها "بطولات" واجهت بها الجماعة "الطغيان" والذي تحول فيما بعد إلى مواجهة "الطاغوت" كما سيأتي -أو من المفترض أن يأتي- في الحلقات القادمة!

وكما وضح الصراع الداخلي داخل الجماعة الذي بلغ حد التصفية الجسدية وبأحقر الأساليب الممكنة كما في اغتيال السيد فايز واحتلال بيت المرشد إلى إبراز الاتصالات مع الأمريكان والإنجليز (المحتلين لبلادنا أصحاب وعد بلفور) يمكن القول إن وحيد حامد هو من يدير العمل كله ويمسك بخيوطه كاملة ولم يكن -حتى اللحظة- كما تصور البعض بصيغة أن "حمادة يؤرخ وحامد يكتب المشاهد"، ولذلك ننتظر في الحلقات القادمة الأسباب الحقيقية لصراع مجلس قيادة الثورة مع محمد نجيب.. المجلس كله وليس جمال عبد الناصر وحده كما زعم وكذب الكثيرون أولهم الإخوان..

وكذلك اعتداءات الإخوان على أعضاء هيئة التحرير (أول تنظيم سياسي للثورة ويبدو من اسمه أنه تنظيم الثورة قبل رحيل الاحتلال وقبل الاتحاد القومي الذي تأسس لوحدة المصريين نحو أهداف واضحة ومحددة بعد خروج الإنجليز نهائيا ثم الاتحاد الاشتراكي إلى تأسس بعد تحديد الرؤية الاقتصادية والاجتماعية واختيار الاشتراكية طريقا للتنمية ولذلك كان لكل مرحلة تنظيمها السياسي) وهي الاعتداءات التي تشابهت مع اعتداءات الإخوان على الطلبة في السبعينيات بدعم الدولة وهي نفسها الاعتداءات التي قامت بها الجماعات الإسلامية في الجامعات في التسعينيات مرورا بمعارضة اتفاقية الجلاء وصولا إلى حادث محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية الذي كان ذروة الإجرام الإخواني..

والذي كان ثمنه غاليا على كل رموز الإخوان وقتها أو الحاليين في المسلسل ولذا يدخل العمل كل يوم إلى مرحلة أكثر سخونة مما قبلها وهذا هو الأهم في مصير مصر كلها والجماعة وليست أحداثا أخرى مهمة ولكنها تبقى على هامش الصراع وليست جزءا منه كاحترام عبدالناصر لسيد قطب أو غيرها من أحداث.. ولنا في القادم من أحداث.. حديث آخر!
الجريدة الرسمية