رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. بائع أقلام أمام مدرسة الجيزة الثانوية: «شقيان من 16 سنة»

فيتو

يجلس أمام مدرستي السعيدية والجيزة الثانوية بنين منذ 16 عاما، كبائع لمستلزمات الطلبة، حينما كان سعرها 25 قرشا، ينادي عليهم "حد عايز قلم جاف"، يأتي موسم الامتحانات فتجده يسير بين الطلاب وهو يحمل في يده الأقلام، يجلس ليرتاح بين الحين والآخر ثم يعود لينادي على الطلبة من جديد.. هو جاد الكريم، الذي يبلغ من العمر 68 عاما.


واضطرته وفاة والده إلى ترك دراسته في الصف الخامس الابتدائي، لكي يعمل ويصرف على والدته وأخواته الأربعة باعتباره الأكبر سنا، فمن عامل داخل ورشة إلى شيال في أحد مصانع المكرونة والأرز بأجر ستة صاغ في اليوم، إضافة إلى القروش التي يأخذها من أصحاب المحال حين يوصل البضائع إليهم.

وقال: "بربع جنيه كنت بدخل على أمي بلحمة وخضار" فتمتلئ عينيها الدموع بعدما وجدت الابن البار الذي يعوضها عن فقد الزوج، تزوج بعدما تخطى الثلاثين بخمس سنوات، وعمل قرابة العشرين عاما في إحدى العيادات بوسط القاهرة، التي أدرت عليه دخلا استطاع من خلاله تجهيز أخواته البنات وإعالة أسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء، إلى أن شاءت الأقدار لغلق العيادة، ليجد نفسه جالسا أمام المدارس لبيع المستلزمات الدراسية.

«عزوة الأولاد» لم تمنعه من العمل في حرارة الشمس المرتفعة وقال:"ولادي بيشتغلوا على قد مصاريفهم وبياخدوا مني".

ويشكو جاد الكريم ضيق حاله، فدخله اليومي لا يتجاوز الـ20 جنيها، إلى جانب عدم قدرته على العمل، فهو من أصحاب المرض بعد إجرائه عملية قسطرة بقلبه، تجبره على تناول سبعة أصناف من الأدوية يوميا.

وقال: "لولا عملت العملية وبصرف العلاج ضمن التأمين مكنتش عارف هعمل ايه"، ولكنه رغم ضيق ظروفه لا يمل من الدعاء لله سبحانه وتعالى ليفرج همه ويشفيه من مرضه".
الجريدة الرسمية