رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وحفتر يكشفان فضائح تميم.. الدوحة تمنح الحصانة القانونية لشخصيات تمول الإرهاب.. تسمح بجمع الأموال لصالح الجماعات المتطرفة علنا.. وترفض التصديق على أي قوانين أمريكية ضد تمويلها

فيتو

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تبني مصر لسياسات ثابتة لا تتغير وتقوم على عدم التدخل في شئون الآخرين وعدم التآمر على أحد، مشددا على أن تلك الثوابت تم التأكيد عليها في إطار إستراتيجية مصر لمكافحة الإرهاب التي تم عرضها خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأخيرة في الرياض.


البناء والتنمية
وشدد الرئيس السيسي خلال العديد من اللقاءات مع الوفود العربية والدولية على أن مصر تتعاون فقط من أجل البناء والتنمية ولا تقوم بمثل هذه الإجراءات الخسيسة، وخاصةً ضد الأشقاء في السودان.

سياسة شريفة
كما أعرب الرئيس عن تطلعه لأن تصل هذه الرسالة إلى العالم بأكمله، مشددًا على أن مصر تتبع سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف، وأن مصر دولة رشيدة تحترم نفسها ولا تتعامل بازدواجية أو تبيعة لأحد، كما أنها قادرة على مواجهة جميع التحديات بصلابة المصريين.

ثورات
وسعى الرئيس السيسي خلال ثلاثة أعوام ومنذ توليه الحكم على استعادة دور مصر الرائد عربيًا‏، وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة ثورات وتوترات في الأوضاع وموجة إرهاب غير مسبوقة‏ حيث حرص السيسي خلال هذه الفترة على إعادة البريق العربي لمصر، حيث أصبحت بؤرة اهتمام العرب ومنصة لانطلاق التعاون العربي بين كل الأشقاء‏‏ ورغم ما تعاني منه مصر من إرهاب وأزمة اقتصادية‏‏ لم تنس قضايا وأزمات الدول العربية‏، ولم تنس القضية الفلسطينية وكفاح شعبها ضد همجية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي‏، وسوريا التي ما زال يدفع شعبها ثمن إرهاب أسود يعصف بجنباتها‏ واليمن التي يعاني من أكبر أزمة إنسانية في التاريخ‏، كما وصفتها الأمم المتحدة‏‏ وليبيا التي تشهد انهيارا أمنيا وانتشارا للسلاح وتناميا مرعبا لتنظيم‏ داعش‏ على أراضيها‏، فضلا عن سعيه لوحدة الصف العربي ومحاربة الدول الداعمة للأنشطة الإرهاب المسلح وتمويل الجماعات المرتبطة بها وعلى رأسها قطر، حيث استعاد الرئيس السيسي لمصر هيبتها العربية وقاد حربا عربية دبلوماسية لعزل قطر الداعمة للإرهاب.

المشير خليفة حفتر
ولم تمر ساعات على توجيه المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي الاتهامات إلى قطر ودول أخرى بدعم الجماعات الإرهابية حتى نشرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية تقريرا تكشف فيه عن معلومات سرية خطيرة تتعلق بتمويل قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة.

وأشار التقرير إلى أن قطر تمنح الحصانة القانونية في الدوحة، حيث تسمح لشخصيات تجمع الأموال لصالح الجماعات الإرهابية والمتطرفة بشكل علني في الدوحة.

وقالت الصحيفة الأمريكية: يبدو أن أهمية قاعدة العديد الجوية في قطر هي السبب الواضح لغض أمريكا الطرف عن دعم الدوحة للإرهاب.

وتابعت قائلة: "قطر ترفض بكل بساطة التصديق على أي قوانين أمريكية ضد تمويل الجماعات الإرهابية".

مكافحة تمويل الجماعات
ونقلت الصحيفة تصريحات عن مسئول سابق في وزارة الخزانة الأمريكية، مسئول عن قوانين مكافحة تمويل الجماعات الإرهابية قوله: "هناك شخصيات مدرجة دوليا كممولين للإرهاب، يعملون بشكل علني في قطر".

كما نقلت "نيويورك بوست" عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية قولها إنه من المستحيل أن يتم العثور على أي دليل يفيد أن قطر لاحقت أو سجنت أو وجهت اتهامات لممول للإرهاب مدرج على قوائم دولية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية: "يمكن القول إن هناك شخصيات مختصة بجمع الأموال لصالح جبهة فتح الشام المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة يتمتعون بحصانة قانونية في الدوحة.

شخصيات ومؤسسات
ولفتت "نيويورك بوست" أيضا إلى أن قطر تستضيف شخصيات ومؤسسات معروف علاقاتها بالإرهاب، مثل افتتاحها مكتبا دبلوماسيا رسميا لجماعة طالبان في الدوحة وتستخدمه كمركز لتمويل الجماعة الأم في أفغانستان.

كما وجه المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي الاتهامات إلى قطر ودول أخرى بدعم الجماعات الإرهابية، وذلك في بيان أصدره الأسبوع الماضي، تحدث فيه عن آخر التطورات على الساحة الليبية والاشتباكات الدائرة في العاصمة طرابلس.

وقال حفتر في بيان رسمي له: إن الجيش يراقب الجاليات الأجنبية مثل التشادية والسودانية والأفريقية عموما والجاليات العربية المتواجدة على الأراضي الليبية التي دخلت إليها نتيجة عدم السيطرة على الحدود والتي تم دعمها وجلبها عن طريق دول إقليمية ودول تدعم الإرهاب.

مبالغ مالية من قطر
واتهم في بيانه أشخاصا لم يسمهم باستلام مبالغ مالية من قطر ودول أخرى داعمة للإرهاب، ومن عناصر في بعض الميليشيات الإرهابية داخل ليبيا، وطالب حفتر بربط الجنوب بالمناطق الشمالية الشرقية وتشغيل حركة الطيران العسكري والمدني للمساهمة في توفير متطلبات وتنقلات أهل الجنوب، معتبرا أن أمن الجنوب لا يستقيم ولا يستكمل إلا بالسيطرة على قاعدة الجفرة.

يذكر أن طائرات مصرية وليبية قد شنت خلال الساعات الماضية سلسلة غارات على مواقع الجماعات المتشددة في الجفرة وذلك في أحدث ضربات جوية لسلاح الجو المصري والليبي عقب الهجوم الدامي الذي استهدف حافلة للأقباط في المنيا وراح ضحيتها 30 شخصًا منهم أطفال ونساء، وهو الهجوم الذي أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عنه.

حولة خليجية
وزار الرئيس مايو الماضي دول الإمارات والكويت والبحرين وذلك في إطار التشاور المستمر بين مصر والبلدين بشأن تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على جميع الأصعدة، فضلًا عن مناقشة سبل تعزيز وحدة الصف بين الدول العربية بما يسهم في تعزيز قدرتها على حماية مصالحها المشتركة ويلبي طموحات وآمال شعوبها، والوقوف أمام جميع محاولات التدخل الخارجي في شئونها.

قطع العلاقات مع قطر
وجاءت النتيجة حيث أعلنت مصر والمملكة السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة فجر اليوم الإثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر وإدخالها في حالة العزلة التامة، حيث صدرت بيانات من (البحرين والسعودية ومصر والإمارات) جاءت متفقة فيما بينها لأسباب قطع العلاقات مع قطر ومنها إصرار دولة قطر على المضي في زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للدول العربية، فضلا عن استخدام فضائية الجزيرة في الاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ضد الدول العربية ودعم قطر للأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران والتدخل في شئون الدول.

الانتهاكات الجسيمة
وكان من أسباب القطيعة الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرا وعلنا طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف العربي والتحريض للخروج على تلك الدول والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم وإيواء قيادات جماعة الإخوان الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها.

خريطة الإرهاب

وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل، الغرب من تنامي خريطة الإرهاب وقال: على الغرب أن ينتبه لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي ستنمو وتزداد.. هذه الخريطة ستمسكم لا محالة.

وأكد الرئيس أن تنامي خطر الإرهاب والتهديدات التي يفرضها على مختلف دول المنطقة والعالم يحتم ضرورة زيادة التنسيق على الصعيد الدولى للتوصل إلى إستراتيجية مشتركة ومتكاملة لمواجهة تلك التحديات، مشيرًا إلى أن مصر لم تدخر وسعًا في سبيل مكافحة تنامى الإرهاب والفكر المتطرف وخاصة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

مصر عازمة
وأضاف الرئيس السيسي أن مصر عازمة وحريصة على احترام حقوق الإنسان والحريات، موضحًا أن الإرهاب لا يعرف وطنا ولا دينا، مشيرا إلى أنه يسعى إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي.

وقال الرئيس السيسي: التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات يحفظ المؤسسات الوطنية للدول ويحول دون انهيارها ويصون مقدرات شعوبها محذرا من تبعات سقوط الدول الوطنية في المنطقة وتداعيات ذلك على انتشار الجماعات الإرهابية وتمددها في الشرق الأوسط بأكمله.

توحيد الجهود
وشدد السيسي على ضرورة توحيد الجهود الدولية من أجل وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب لا تقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية وإنما تشمل أيضًا الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

وحذر الرئيس السيسي شعوب العالم من خطر الإرهاب وانتشار ما سماها "النزعات المتطرفة" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، محذرا من إمكانية امتدادها إلى أوروبا خاصة دول شمال المتوسط.

قوى التطرف والإرهاب
وطالب السيسي المجتمع الدولي بتوجيه رسالة ضد من يساندون قوى التطرف والإرهاب وكانت مصر عانت منه وتصدت له بمفردها حتى أدركت الدول خطره وانتبهت لما حذرت منه مصر.

وحضر الرئيس السيسي إلى الرياض مايو الماضي حيث شارك في أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية على مستوى القادة، وشارك في القمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافة إلى مشاركة نحو 55 دولة عربية وإسلامية؛ لبحث التعاون المشترك إضافة إلى محاربة الإرهاب والتطرف.

وألقى الرئيس السيسي كلمة طرح خلالها أربعة عناصر ضرورية لمكافحة خطر الإرهاب، وقال: إن الحديث عن التصدي للإرهاب على نحو شامل.. يعني مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز.. فلا مجال لاختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين.. فالتنظيمات الإرهابية تنشط عبر شبكة سرطانية.. تجمعها روابط متعددة في معظم أنحاء العالم.. تشمل الأيديولوجية.. والتمويل.. والتنسيق العسكري والمعلوماتي والأمني... ومن هنا.. فلا مجال لاختصار المواجهة في مسرح عمليات واحد دون آخر.. وإنما يقتضي النجاح في استئصال خطر الإرهاب أن نواجه جميع التنظيمات الإرهابية بشكل شامل ومتزامن على جميع الجبهات.

وأضاف: تعلمون جميعًا أن مصر تخوض يوميًا حربًا ضروسًا ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء.. نحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدمًا مطردًا.. نحرص على ضبط وتيرته ونطاقه بحيث يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة.. مع الحفاظ على أرواح المدنيين من أبناء شعبنا العظيم.

وأردف: إن معركتنا هي جزءٌ من الحرب العالمية ضد الإرهاب.. ونحن ملتزمون بهزيمة التنظيمات الإرهابية وحريصون على مد يد العون والشراكة لكل حلفائنا في المعركة ضد تلك التنظيمات في كل مكان.

وأشار إلى أن العنصر الثاني هو أن المواجهة الشاملة مع الإرهاب تعني بالضرورة.. مواجهة كل أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل.. والتسليح.. والدعم السياسي والأيديولوجي.. فالإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح.. وإنما أيضًا من يدربه.. ويموله.. ويسلحه.. ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي.

وتابع: دعوني أتحدث بصراحة وأسأل: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين.. ومعالجة المصابين منهم.. وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟ مَن الذي يشتري منهم الموارد الطبيعية التي يسيطرون عليها.. كالبترول مثلًا؟ مَن الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار والمخدرات؟ ومِن أين يحصلون على التبرعات المالية؟ وكيف يتوفر لهم وجود إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق دعائية للتنظيمات الإرهابية؟

واستكمل: إن كل مَن يقوم بذلك هو شريكٌ أصيلٌ في الإرهاب.. فهناك.. بكل أسف.. دولًا تورطت في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم... كما أن هناك دولًا تأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب.. حتى مع الإنتربول.

أزمات المنطقة
وأوضح أنه كما تدعم مصر بكل قواها.. كل الجهود الرامية لتسوية أزمات المنطقة.. بما يحافظ على وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية وحمايتها من قوى التطرف والتشرذم الطائفي.. وترفض رفضًا قاطعًا كل محاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والإسلامية.. أو إزكاء وتأجيج الفتن الطائفية.. التي تمثل البيئة الخصبة لنمو الإرهاب وانهيار الدولة الوطنية.
الجريدة الرسمية