رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال الخليج.. رحيل تميم أم انفجار شامل بالمنطقة؟!


بينما كان الرئيس ترامب يغادر الرياض بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي انتهت قبل أسبوعين، كان وزير الخارجية القطري يتوجه إلى بغداد، وقيل إنه التقى قائد فيلق القدس ومهندس المعركة ضد داعش في العراق وقائد المعركة إلى جانب الحوثيين في اليمن، ولم تنف قطر اللقاء، وفي حين يتم الاعتذار عن رسم كاريكاتيري مسيء للملك سلمان كانت الجزيرة تذيع بعدها تسجيلا لــ "أبومهدي المهندس" القيادي بقوات الحشد الشعبي العراقية يتوعد بالعبور إلى الرياض بعد الانتصار على داعش في العراق ليستكمل مسيرته كما قال لدعم الحوثيين في اليمن !


الاضطراب في سلوك قطر ضد الدول العربية بالخليج في المثالين السابقين يمكن وصفه بالانتحار السياسي، فلم تتوقف قطر عند التملص من مقررات قمة الرياض وإعلان "البراءة" منها، بل بلغ حد تهديد السعودية نفسها من خلال ما بثته الجزيرة، وهو ما تم أثناء هجوم كاسح للصحف السعودية على تميم تنبأت بإزاحته عن الحكم، وفكرة الحديث عن "الإزاحة" تعتبر خروجا على قواعد مستقرة في إدارة العلاقات داخل دول الخليج، وتجاوزا للعرف داخل دول مجلس التعاون التي تعتبر السعودية زعيمته عرفيا، لكن كان الأمر تصعيدا ضد تصعيد طال الإمارات أيضا في أكثر من مشهد كان آخرها اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن وما تلاه عن الزعم القطري بوجود مؤامرات في محتواه!

الآن قطر التي تأوي أغلب إرهابيي العالم وتمدهم بالمال والسلاح تبقى محاصرة، بعد إغلاق المجال الأرضي والجوي السعودي أمامها، بعد قرار قطع العلاقات الذي تم في التوقيت ذاته التي أعلنت وكالة الأنباء القطرية قبل أيام عن قطع قطر لعلاقاتها مع ذات الدول التي قطعت علاقاتها بقطر صباح اليوم، لكنَّ جزءا كبيرا من متطلبات الحياة في قطر يأتيها من السعودية، كما أن إعلان مصر والإمارات إغلاق المجال الجوي لاعتبارات الأمن القومي لا يمثل فقط تضامنًا مع السعودية إنما يتجاوزه إلى أقصى حدود التصعيد الممكن وربما اعتباره التصعيد ما قبل العسكري!

قطر دعمت هيلاري كلينتون في معركتها مع ترامب ولا تتبقى لها علاقات في المنطقة إلا مع إيران وتركيا التي يجمعهما اتفاق تحالف استراتيجي، واعتقادنا أن إيران غير مستعدة لزيادة التوتر في الخليج، ولا ستحزن كثيرا من سقوط من يرعى النصرة وكل الإرهابيين في سوريا، وخلاف ذلك يعني انفجار الأوضاع في الخليج إن أقدمت إيران على دعم مباشر لتميم، كما أن تدخل تركيا شبه مستحيل حتى تحت الضغط الأدبي لاتفاقيات موقعة، وعندما تكون أسرة سعود بن ناصر آل ثاني موجودة على الخد نكون أمام استعداد داخلي وإقليمي ودولي لإزاحة تميم عن السلطة، ويكون التلويح بسعود بن ناصر الدافع الأكبر لتتحرك الأسرة الحاكمة نفسها لاستبعاد تميم ليكون الأمر بيدها وليس بيد عمرو!

أخيرا: هل سيجازف تميم بالإساءه للمصريين العاملين هناك؟ اعتقادنا أنه ليس في حاجة إلى مزيد من الارتباك الداخلي يكفيه جدا زلزال هذا الصباح - ١٠ رمضان - بل على مصر أن ترفع سقف مطالبها سواء مع استمرار حاكم قطر أو مع أي ترتيب داخلي جديد وتطالب بتسليم كل قيادات الإرهاب الموجودة في الدوحة!
الجريدة الرسمية