لهذه الأسباب.. الإخوان وراء الحملة على «الجماعة»!
رغم تقديرنا الكبير لمشاعر الكثيرين وغضبهم لجمال عبدالناصر ونحن أولهم، لكن السؤال المهم للدخول مباشرة في الموضوع: هو مافيش غير سيد قطب الذي يلتقيه الزعيم جمال عبد الناصر كل حين ليستشيره في كل شيء؟ الإجابة: هناك الكثير طبعا لكن المسلسل يتناول قصة الصراع مع الإخوان، ولذلك استبعد وحيد حامد من باقي الأحداث غير المرتبطة بشكل وثيق بالصراع رغم المبالغة في دور سيد قطب.. فالثابت أن الضباط الأحرار كانت لديهم رؤى اجتماعية متقدمة وناصر نفسه كان واسع الاطلاع قارئا نهما حتى للأدب العالمي منحازا منذ اللحظة الأولى للفقراء وللمهمشين وللمظلومين اجتماعيا.. ولذلك فما يعنينا صراحة هو الآتي:
-كل ما جرى في الحلقات قبل ثورة يوليو ليس هو الأهم.. لأن الأهم -في اعتقادنا- هي السنوات التي تلت عام 53 حتى اغتيال الرئيس السادات لأنها هي السنوات التي شهدت نهاية الجماعة وإعادة الروح لها من جديد.. وهذا ما يعني تجربتنا جميعا في التعامل مع الجماعة اليوم !
-ما يعنينا من المسلسل هي أحداثه المهمة والخطيرة التي زيفها الإخوان بالكامل وسربوها لوعي المصريين حتى ممن يختلفون الجماعة ويكرهونها وهؤلاء لم يزالوا يعرفون أن حادث المنشية تمثيلية وأن زينب الغزالي عذبت تعذيبا شديدا وأن سيد قطب بريء وأعدم ظالما وأن تنظيمه الشهير عام 65 كانت تلفيقا في تلفيق وهذه الأحداث ومعالجتها هو الأهم وهذا هو بيت القصيد وهو معيار الحكم على العمل !
-نقطه أخرى ترتبط بالنقطة السابقة وهو موقف المؤلف من من التحول الاجتماعي وهل سيتبنى وينحاز لوجهة نظر الإقطاعيين أم للأغلبية الكاسحة من المصريين وهم الفلاحون والعمال.
-جرائم الإخوان وسلوكهم مع انفسهم من الاغتيال المروع للمهندس "سيد فايز" وتفجيره بطرد ناسف في بيته ثم التقلبات داخل الجهاز الخاص والانشقاق الذي حدث داخل الجماعة عند تشكيل الوزارة وموقفهم من العدل الاجتماعي أحداث مهمة ستكون أحد أهم معايير الحكم على العمل !
النقاط السابقة هي الأخطر للجماعة وفيها فضح شامل للجماعة المجرمة التي لفقت الأكاذيب عبر أكثر من نصف قرن في تحالف مع قوى خارجية لها ثأر مع عبد الناصر والثورة، والدليل أنهم عانوا مع كل الأنظمة حتى مع الملك، لكنهم لا قضية لهم إلا عبد الناصر.. وهنا يدير الإخوان من خلف الستار ومن خلال لجان إلكترونية لا ترفع شعار رابعة ولا تقول إنها إخوانية وللأسف البسطاء يصدقون أنهم مواطنون طبيعيون ويصدقونهم ويرددون انتقاداتهم للجماعة!
الخلاصة: انتبهوا.. فمسلسل الجماعة إن قال الحقيقة في الحلقات القادمة سيكون ذلك ضربة قاصمة جدا للجماعة وما تبقى منها وسيقدم للأجيال المضللة خدمة العمر.. وسينسى الناس الحلقات الأولى كلها وستكون غير ذات معنى أو قيمة وستتبقى الوقائع الأهم في أذهانهم بل إن عملا دراميا جديدا عن عبد الناصر بإمكانه أن يصحح الكثير مما أغضب الناس.. ولذلك يدرك الإخوان أن التشكيك في العمل من الآن يعني التشكيك في باقي الحلقات وأصبحنا كمن يريد أن يكسب قضايا في الدستورية العليا والنقض فلا يهمه أن يخسر قضايا في الجنح !! ولذلك الانتظار للحلقات القادمة مهم جدا وللحديث بقية!
ملحوظة: الأجمل على الإطلاق أن الانتماء للإخوان صار عارا يتبرأ منه الناس ويرفضونه لمن يحبونهم وهذا في ذاته -لأي منصف- انتصارا كبيرا لمنهج جمال عبد الناصر نفسه بل انتصارا جديدا له في معركته الممتدة حتى اليوم مع أعداء شعبنا !