رئيس التحرير
عصام كامل

هل كان عبد الناصر إخوانيا و«تفاهة» الأسئلة!


ولأن الأغلبية لا تقرأ من الأساس، والكثيرون سلموا آذانهم منذ زمن لمن يغني لها وغالبا لمن يوسوس فيها فلا أحد يعرف شيئا لا عن قيادته ولا عن زعمائه ولا عن ثورة بلاده الأم، والتي يعتبر تاريخ قيامها هو العيد القومي للبلاد تحتفل به سفاراتنا وتستقبل الوفود المهنئة، ويستقبل رئيس الجمهورية التهاني من دول العالم وحتى اليوم.. وعدا مرسي يعتبر كل زعماء ورؤساء مصر شرعية حكمهم مستمدة من شرعية ثورة يوليو، حتى لو ساروا عكس ما سارت عليه الثورة كما فعل مبارك مع الخصخصة حتى الرئيس السادات حول استحداث شرعية جديدة للحكم، وهي شرعية أكتوبر إلا أنه هو نفسه وحتى آخر خطاب له في 5 سبتمبر 1981 جدد انتماؤه للثورة وأن شرعية وجوده من شرعيتها ويعلن اعترافه بالخطأ لترك الإخوان يعودون للساحة!


لكن ورغم عدم اهتمام القطاعات الأكبر من شعبنا بالقراءة للأسف ولم يجدوا في الإعلام الوطني ما يعوضهم ذلك ولا في التعليم المدرسي لذا كانوا ضحايا لإعلام الإخوان وقوى أخرى معادية حتى إننا نجد مصريين يرددون كل ما تعلموه ونقلوه عن الإخوان حتى لو كانوا ضد الإخوان فلم يجدوا تاريخا آخرا للبلاد يعرفوه أو يتعلموه بكل أسى!

واختصارا فإن قائد ثورة مصر جمال عبد الناصر انضم تقريبا إلى كل التيارات التي اعتقد أنها وطنية قبل الثورة.. ليس ليعرف كيف يفكرون فقط وإنما ليبحث لديهم عن حل لإنقاذ مصر من الاحتلال البريطاني وملك غارق في اللهو وأحزاب فاسدة متناحرة وظلم اجتماعي رهيب بين أقلية تملك كل شيء وأغلبية لا تمتلك أي شيء لا يستقيم حال أي دولة معه.. فانضم للإخوان كما انضم للشيوعيين كما انضم للطليعة الوفدية، كما قيل إنه انضم لمصر الفتاة وكلها عكس بعضها، وبما يعني أنه كان يبحث عن الحقيقة حتى اكتشف أن الكل لا يصلح وخرج منها جميعها ليس أخوانيًا وليس وفديًا وليس شيوعيًا ومؤمنًا أن الحل في الجيش المصري الذي كان وقتئذ اسمه جيش "جلالة الملك" قبل أن يصبح بالتسمية الحالية "جيش الشعب"!!

كما أنه وفي هذا السياق التقى الفريق عزيز المصري، والتقي أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، وكان يأمل أن يكون أحدهما رئيسا للجمهورية!

السؤال الآن: ما العار في ذلك؟ هل هناك مكسب شخصي في ذلك أم كلها مجازفات كانت ستؤدي بصاحبها إلى السجن أو حتى إلى الإعدام؟ ولذلك نعتذر عن وصف السؤال بالتفاهة لأننا نعرف من ورائه ومن يريد إلصاق أي تهمة بالزعيم الخالد.. وأخيرا: هل يصح اليوم أن نقول هل كان عمر ابن الخطاب كافرًا مثلًا أو نقول إن خالد ابن الوليد يده ملطخة بدماء المسلمين.. أو إن السيسي كان وزيرا مع الإخوان؟ وبالطبع لا نشبه عبد الناصر بالصحابة حتى لا يصطاد المتربصين والتافهين في الماء العكر، إنما نضرب مثالًا على سوء الوعي وكيفية الانقياد خلف إعلام إلكتروني شرير يقود المصريين كل مرة.. كل مرة دون القدرة على اتخاذ موقف منه!

لا يمكن ترك الخواتيم والتمسك بالبدايات إلا من سوء نية أو تفاهة أما من يدافعون عن عبد الناصر بصدق حتى من غير الناصريين وما أكثرهم من شرفاء يحترمون قيادات وزعماء بلدهم فلهم عذرهم في غضبهم لكن ندعوهم إلى قيادة حركة الرأي العام وليس السير خلفها.. وللحديث عن مسلسل "الجماعة" -ملاحظاتنا وبعضها خطير-بقية!
الجريدة الرسمية