رئيس التحرير
عصام كامل

إلهام شاهين وفلوس بشار الأسد !


الكثيرون في أمتنا العربية فقدوا القدرة على الإبداع حتى في الاتهامات والبذاءة.. الاستسهال والتقليد والغباء سيد الموقف حتى أننا يمكننا حصر الاتهامات الجاهزة والمعلبة عند الاختلاف السياسي فإن تضامنت مع شعب عربي شقيق فالاتهام الجاهز أنك "قبضت" وإن اختلفت مع مدعي الثورية ومتوهمي الالتزام الوطني فأنت "مخبر" أو "أمنجي" أو "بعت القضية" أو "بتشوف حالك" أو "فقدت القدرة على النضال" وكأن النضال حالة ميكانيكية عضلية وطبعا كل ذلك ليس إلا سخفًا على خلط الهبل بالشيطنة وكلها اتهامات دالة على عقلية مروجيها، خاصة إن كانت لجانا إلكترونية تعمل بالأجر!


السطور السابقة لنؤكد أننا أمام حالة عامة ولسنا في حالة الدفاع عن إلهام شاهين فحسب كنجمة كبيرة قررت وبشجاعة وبغض النظر عن مواقفها السياسية الأخرى في الشأن المصري أن تذهب إلى سوريا للتضامن مع شعبنا السوري الحبيب الذي يعتبر "نصف المصريين الآخر" أو كما الحال في مصطلح الستينيات الشهير "سكان الإقليم الشمالي" !

بالطبع قوى شريرة لا تريد تكرار المشهد فانطلقت بالشائعات تجاه إلهام شاهين ليتهمونها بالحصول على أموال مقابل "موقفها" تماما كما فعلوا مع فنانين آخرين ذهبوا للتضامن مع العراق الشقيق مثل الفنان الكبير أحمد ماهر والنجمة حنان شوقي وكان الهدف هو ذات الهدف: "تشويه من ذهب وترهيب من يفكر وتعطيل أي مظاهر للتضامن"، متناسين أن سوريا في مسيس الحاجة لكل "ليرة" وفنانونا أصحاب مكانة كبيرة وشعبية جارفة في بلادنا العربية وكرموا في السابق كثيرًا وهي أمور أغلى، وأهم من أي أموال تدفعهم بلا تردد للذهاب وإعلان التضامن ورفع معنويات أهلنا في هذا البلد أو ذاك!

اعتقادنا الشخصي -الشخصي- أن الأجهزة المصرية لو لم ترغب في تشجيع كل صور الدعم للأشقاء لعرقلت أي إجراءات للسفر وأقلها تقديم النصيحة بعدم السفر، لكن تبدو مصر العظيمة منسجمة مع نفسها، حيث مصر الرسمية وموقفها الحاسم الثابت من الإرهاب وتنظيماته وجماعاته، وحيث مصر الشعبية تؤدي بمختلف توعياتها من سياسيين ونقابيين وفنانين الدور نفسه وإن كان التشويه والترهيب المعنوي قد أتى بنتائج سابقًا لأتى بها اليوم.

لا تعيروا الأوغاد أي اهتمام وأطلقوا العنان لأي تعاون وتضامن وتحية لمن يؤدي واجبه القومي العربي تجاه أشقائه مهما كلفه ذلك من متاعب ومهما كان الثمن ورغم أن الواجب لا يستحق الشكر والتحية لكن أصبح في زماننا -بكل أسى- يستحق !
الجريدة الرسمية