ماذا فعلتم في الإسلام بالضبط ؟!
تضم المكتبة الإسلامية عشرات الكتب التي تتحدث عن الوضوء منها "صحيح البخاري- كتاب الوضوء- الجزء الأول"، ومنها "مختصر صحيح مسلم كتاب الوضوء"، ومنها "كتاب الوضوء" لعبد العزيز بن عبد الله الراجحي، وكذلك "كتاب الوضوء والغسل والتيمم" لمحمد بن صالح العثيمين، ومنها أيضًا شرح للبخاري لابن عثيمين نفسه، ومنها "كتاب الطهارة.. الوضوء بمنهاج الصالحين الجزء الأول"، ومنها "ليتفقهوا في الدين- كتاب الوضوء" للسيد صباح شبر، ومنها أيضًا "كتاب الصلاة الطهارة والوضوء" للسيد سابق، وهو المفتي الأسبق لجماعة الإخوان وصاحب كتاب "فقه السنة"، و"كتاب الوضوء -نواقض اختلف فيها" و"وصفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم" لبعدالعزيز بن مرزوق الطريفي، ومنها أيضًا قسم في موقع الشيخ "عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي..
وأيضا "كتاب الوضوء لعبدالعزيز عبدالله الهليل"، ومنها أيضا مجموعة كتب أصدرها قبل سنوات على أجزاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر ربما كانت للدكتور الأحمدي أبوالنور، وغيرها من عشرات ومئات الكتب وأسطوانات مدمجة وأخرى لشرح الوضوء للأطفال، وغيرها وغيرها وبما لا يتسع المجال ولا المقال لذكره..
بينما نجد القرآن الكريم يختصر الأمر كله في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)، انتهى الموضوع ولا يمكننا وضع علامات التعجب بعد الآية الكريمة فالفرق منطقي بين ما هو إلهي وما هو بشري !!
المدهش أن المفسرين والشراح يعترفون بأن الآية على قصرها ووضوحها سببت لبسًا واختلافًا بين العلماء، ولذلك يأتي اعترافهم ليؤكد -رغم احترامنا لهم جميعا وتبجيلنا لهم- أن المشكلة فيهم..
ديننا دين السماحة والبساطة والتيسير والوضوح وفي آية واضحة وضوح الشمس لا تحتمل تأويلا ولا اجتهادا وإن احتاجت لكانت الأسطر البسيطة تشرح وتوضح أو قل صفحات أخرى على أقصى تقدير ربما تتحول إلى كتيب عند أقصى المبالغين لكن أن تتحول إلى مجلدات ومجلدات يحق لنا أن نسأل: إن كان ذلك في الواضح البسيط فماذا فعلتم في غيره؟ وماذا فعلتم في دين الله بالضبط ؟ يسرتموه للناس أم فعلتم العكس تمامًا؟!